كونه معرفة بغير قرينة لفظية واثر تعريفه في منع الصرف كما تؤثر العلمية واما العدل فلانه مغير عن صيغته الاصلية وهي جمعاوات لان جمعاء مؤنث اجمع فكما جمع المذكر بالواو والنون كذلك كان حق مؤنثه ان يجمع بالالف والتاء فلما جاؤا به على فعل علم انه معدول عما هو القياس فيه وهو جمعاوات وقيل هو معدول عن جمع على وزن فعل وقيل هو معدول عن جماعي والصحيح ما قدمنا ذكره لان فعلاء لا يجمع على فعل الا اذا كان مؤنثا لا فعل صفة كحمراء وصفراء ولا على فعالي الّا اذا كان اسما محضا لا مذكر له كصحراء وجمعاء ليس كذلك ومثل جمع في منع الصرف للتعريف والعدل ما يتبعه من كتع وبصع وبتع واما سحر فاذا اريد به سحر يوم بعينه عرف بالاضافة والالف واللام كقولك طاب سحر الليلة وقمت عند السحر ولا يعرّى وهو معرفة عن احدهما الّا اذا كان ظرفا فيجوز حينئذ تجريده ممنوع الصرف كقولك خرجت يوم الجمعة سحر وكان الاصل فيه ان يذكر معرفا بالالف واللام فعدل عن اللفظ بالالف واللام وقصد به التعريف فمنع من الصرف وزعم صدر الافاضل ان سحر المذكور مبني على الفتح لتضمنه معنى حرف التعريف وهو باطل لوجوه احدها انه لو كان مبنيا لكان غير الفتح به اولى لانه في موضع نصب فيجب اجتناب الفتح فيه لئلا يوهم الاعراب كما اجتنب في قبل وبعد والمنادى المفرد المعرفة الثاني ان سحر لو كان مبنيا لكان جائز الاعراب جواز اعراب حين في قوله
على حين عاتبت المشيب على الصبا |
|
وقلت ألما أصح والشيب وازع |
لتساويهما في ضعف السبب المقتضي للبناء لكونه عارضا الثالث ان دعوى منع الصرف اسهل من دعوى البناء لانه ابعد عن الاصل ودعوى الاسهل ارجح من دعوى غير الاسهل واذا ثبت ان سحر غير مبني ثبت انه غير متضمن معنى حرف التعريف وانما هو معدول عما فيه حرف التعريف ممنوع بذلك من الصرف والفرق بين التضمين والعدل ان التضمين استعمال الكلمة في معناها الاصلي مزيدا عليه معنى آخر والعدل تغيير صيغة اللفظ مع بقاء معناه فسحر المذكور عندنا مغير عن لفظ السحر من غير تغيير لمعناه وعند صدر الافاضل وارد على صيغته الاصلية ومعناها مزيدا عليه تضمن معنى حرف التعريف وهو باطل بما قدمنا ذكره ولو نكر سحر انصرف كقوله تعالى.
(نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا.) واما امس فاذا اريد به اليوم الذي قبل يومك الذي انت فيه فبنوا تميم يعربونه ويمنعونه من الصرف للتعريف والعدل عما فيه الالف