ثم جئت بثم فان شئت جزمت وان شئت رفعت وكذا الفاء والواو الّا انه قد يجوز النصب بالفاء والواو وبلغنا ان بعضهم قرأ قوله تعالى. (يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ.) وذكر غير سيبويه انها قراءة ابن عباس وقرأ بالرفع عاصم وابن عامر وبالجزم باقي السبعة وروي بالاوجه الثلاثة نأخذ من قول الشاعر
فان يهلك ابو قابوس يهلك |
|
ربيع الناس والبلد الحرام |
ونأخذ بعده بذناب عيش |
|
أجب الظهر ليس له سنام |
وجاز النصب بعد الفاء والواو إثر الجزاء لان مضمونه غير محقق الوقوع فاشبه الواقع بعده الواقع بعد الاستفهام واذا وقع مضارع بعد الفاء والواو بين شرط وجزاء جاز جزمه بالعطف على فعل الشرط ونصبه باضمار ان قال سيبويه وسألت الخليل عن قوله ان تأتني فتحدثني احدثك وان تأتنى وتحدثني احدثك فقال هذا يجوز والجزم الوجه ومن شواهد النصب قول الشاعر
ومن يقترب منا ويخضع نؤوه |
|
ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما |
والشّرط يغني عن جواب قد علم |
|
والعكس قد يأتي إن المعنى فهم |
اذا تقدم على الشرط ما هو الجواب في المعنى اغنى ذلك عن ذكره كما في نحو افعل كذا ان فعلت واذا لم يتقدم على الشرط ما هو الجواب في المعنى فلا بد من ذكره الّا اذا دل عليه دليل فانه حينئذ يسوغ حذفه كما في قوله تعالى. (وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ.) تتمته.
فافعل. وفي قوله تعالى. (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً.) تتمته. ذهبت نفسك عليهم حسرة. فحذفت لدلالة فلا تذهب نفسك عليهم حسرات او تتمته كمن هداه الله تعالى منبها عليه بقوله تعالى. (فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ.) واذا دل على فعل الشرط دليل فحذفه بدون ان قليل وحذفه معها كثير فمن حذفه بدون ان قول الشاعر
فطلقها فلست لها بكفء |
|
والّا يعل مفرقك الحسام |
اراد وان لا تطلقها يعل مفرقك الحسام
ومثله قول الآخر
متى تؤخذوا قسرا بظنة عامر |
|
ولا ينجح الّا في الصفاد يزيد |