وقراءة طلحة بن سليمان قوله تعالى. (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ.) واعلم ان الجواب متى صح ان يجعل شرطا وذلك اذا كان ماضيا متصرفا مجردا عن قد وغيرها او مضارعا مجردا او منفيا بلا او لم فالاكثر خلوه من الفاء ويجوز اقترانه بها فان كان مضارعا رفع وذلك كقوله تعالى. (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ.) وقوله تعالى. (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ.) وقوله تعالى (فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً.) ومتى لم يصلح ان يجعل الجواب شرطا وذلك اذا كان جملة اسمية او فعلية طلبية او فعلا غير متصرف او مقرونا بالسين او سوف او قد او منفيا بما او لن او ان فانه يجب اقترانه بالفاء نحو قوله تعالى. (إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ.) وقوله تعالى. (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي.) وقوله تعالى. (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ.) وقوله تعالى. (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ.) وقوله تعالى. (وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى.) وقوله تعالى.
(مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ.) فالفاء في هذه الاجوبة ونحوها ما لا يصلح ان يجعل شرطا واجبة الذكر ولا يجوز تركها الّا في ضرورة او ندور فحذفها في الضرورة كقول الشاعر
من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والشرّ بالشرّ عند الله مثلان |
وكقول الآخر
ومن لم يزل ينقاد للغيّ والهوى |
|
سيلفى على طول السلامة نادما |
وحذفها في الندور كما اخرجه البخاري من قوله صلىاللهعليهوسلم لأبي بن كعب (فان جاء صاحبها والّا استمتع بها) وتقوم مقام الفاء في الجملة الاسمية اذا المفاجأة كما في قوله كإن تجد اذا لنا مكافأه ومثله قوله تعالى. (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ.) وهذا لان اذا المفاجأة لا يبتدأ بها ولا تقع الّا بعد ما هو معقب بما بعدها فاشبهت الفاء فجاز ان تقوم مقامها
والفعل من بعد الجزا إن يقترن |
|
بالفا أو الواو بتثليث قمن |
وجزم او نصب لفعل إثر فا |
|
وواو ان بالجملتين اكتنفا |
اذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم مضارع مقرون بالفاء او الواو جاز جزمه عطفا على الجواب ورفعه على الاستئناف ونصبه على اضمار ان قال سيبويه فاذا انقضى الكلام