شذوذ ذلك بانتصاب غدوة بعد لدن فجعل ان بعد لو في موضع رفع بالابتداء وان كانت لا تدخل على مبتدإ غيرها كما ان غدوة بعد لدن تنصب وان كان غيرها بعدها يجب جرّه ومنهم من حمل ان بعد لو على انها فاعل لثبت مضمرا كما اضمر بعد ما المصدرية في قولهم لا افعل ذلك ما انّ في السماء نجما وهو اقرب في القياس ما ذهب اليه سيبويه فان قلت فما تصنع يقول الشاعر
لو بغير الماء حلقي شرق |
|
كنت كالغصان بالماء اعتصاري |
قلت قد خرجه ابو علي على ان تقديره لو شرق بغير الماء حلقي هو شرق فقوله هو شرق جملة اسمية مفسرة للفعل المضمر واسهل من هذا التخريج عدي ان يحمل البيت على اضمار كان الشانية وتجعل الجملة المذكورة بعد لو خبرا لها كما فعل مثل ذلك في قول الشاعر
ونبئت ليلى ارسلت بشفاعة |
|
اليّ فهلا نفس ليلى شفيعها |
وزعم الزمخشري ان خبر ان بعد لو لا يكون الّا فعلا وهو باطل بنحو قوله تعالى.
(وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ.) وبنحو قول الشاعر
ولو انّ ما ابقيت مني معلق |
|
بعود ثمام ما تأوّد عودها |
وقول الآخر
ولو ان حيّا فائت الموت فاته |
|
اخو الحرب فوق القارح العدوان |
ولكون لو للتعليق في الماضي غلب دخولها على الفعل الماضي وهو مبني فلذلك اذا دخلت على المضارع لم تعمل فيه شيئا ووجب ان يكون بدخولها مصروفا الى المضي كما في قوله تعالى. (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ.) وقول الشاعر
لو يسمعون كما سمعت حديثها |
|
خرّوا لعزّة ركعا وسجودا |
ولا يكون جواب لو الّا فعلا ماضيا او مضارعا مجزوما بلم وقلّ ما يخلو من اللام ان كان مثبتا نحو قوله تعالى. (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ.) ومن خلوه منها قوله تعالى. (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ.) وان كان منفيا بلم امتنعت اللام وان كان منفيا بما جاز لحاقها والخلو منها الّا ان الخلو منها اجود وبذلك نزل القرآن العظيم فقال تعالى. (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ.) وقد يستغنى عن جواب لو لقرينة كما يستغنى عن جواب ان فمن ذلك قوله تعالى. (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ