وقد ينصب مميز هذا العدد نحو قول بعضهم خمسة اثوابا ولا يشركه في جرّ المميز الواحد والاثنان استغناء بافراد المميز وتثنيته الّا في الضرورة كقول الشاعر
كأنّ خصييه من التدلدل |
|
ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل |
واذ قد عرفت ان مميز العدد المذكور على ضربين مجرور بمن ومضاف اليه فاعلم ان المميز المضاف اليه اما ان يكون اسما او صفة فان كان اسما فاعتبار التذكير فيه والتأنيث في الغالب بلفظه لا بمعناه ما لم يتصل بالكلام ما يقوّي المعنى فيقال ثلاثة اشخص وثلاث اعين والمراد بالاول نسوة وبالثاني رجال اعتبارا للفظ ولو اتصل بالكلام ما يقوّي المعنى جاز اعتبار اللفظ واعتبار المعنى ومنه قول الشاعر
فكان مجني دون من كنت اتقي |
|
ثلاث شخوص كاعبان ومعصر |
وقول الآخر
وان كلابا هذه عشر أبطن |
|
وانت بريء من قبائلها العشر |
وقد يغلب المعنى وان لم يكن في الكلام ما يقويه كقولهم ثلاثة انفس والنفس مؤنثة ولكن كثر استعمالها مرادا بها انسان فجعل عددها بالتاء قال الشاعر
ثلاثة انفس وثلاث ذود |
|
لقد جار الزمان على عيالي |
وحكى يونس ان رؤبة قال ثلاث انفس فاسقط التاء مراعاة للفظ وان كان المميز صفة فاعتبار التذكير فيه والتأنيث بلفظ موصوفها المنوي لا بلفظها فيقال ثلاثة ربعات اذا قصد رجال وثلاثة دواب اذا قصد ذكور لان الدابة صفة في الاصل فالاعتبار بموصوفها ومن ذلك قوله تعالى. (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها.) المعنى فله عشر حسنات امثالها واما المميز المجرور بمن فاعتبار التذكير فيه والتأنيث باللفظ ما لم يفصل بينه وبين العدد صفة دالة على المعنى تقول عندي ثلاث من الغنم بحذف التاء لان الغنم مؤنث وتقول عندي ثلاث من البقر وثلاثة من البقر بالوجهين لان في البقر لغتين التذكير والتأنيث فلو فصل المميز بصفة دالة على المعنى وجب اعتباره نحو عندي ثلاثة ذكور من البط ولا اثر للوصف المتأخر نحو ثلاث من البط ذكور
ومائة والألف للفرد أضف |
|
ومائة بالجمع نزرا قد ردف |
تضاف المائة والالف الى المعدود بهما مفردا نحو مائة دينار والف درهم وقد تضاف