التمكن ولا على حركة غير الفتح لكونه مستطالا بالتركيب فأوثر بأخف الحركات واما اثنا واثنتا فيستصحب اعرابهما في التركيب فيكونان بالف في الرفع نحو جاءني اثنا عشر رجلا واثنتا عشرة امرأة وبياء في النصب والجرّ نحو رأيت اثني عشر رجلا ومررت باثنتي عشرة امرأة وانما اعرب اثنا واثنتا من بين صدور المركبات لوقوع العجز منهما موقع النون فكما كان الاعراب مع النون ثابتا ثبت مع الواقع موقعها فان قلت كيف صح وقوع العجز من هذا موقع النون فاعرب صدره وما صح وقوع العجز من نحو خمسة عشر موقع التنوين من خمسة فاعرب صدره قلت صح ذلك في اثنا عشر لان ثبوت عشر بعد الالف منه متأخر عن ثبوت النون في اثنان لما علمت ان التركيب متأخر عن الافراد والمتأخر لا يمتنع ان يقال وقع موقع المتقدم ولم يصح ذلك في نحو خمسة عشر لان ثبوت عشر بعد التاء منه ليس متأخرا عن ثبوت التنوين في خمسة بل متقدما عليه لان تركيب المزج من الاوضاع المتقدمة على الاعراب المقارن للتنوين والمتقدم لا يمكن ان يقال وقع موقع المتأخر
وميّز العشرين للتّسعينا |
|
بواحد كأربعين حينا |
وميّزوا مركّبا بمثل ما |
|
ميّز عشرون فسوّينهما |
وإن أضيف عدد مركّب |
|
يبق البنا وعجز قد يعرب |
من اسماء العدد العشرون واخواتها الى التسعين وتستعمل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث وبذكر معها النيف متقدما كقولك في التذكير ثلاثة وعشرون وفي التأنيث خمس واربعون وتميز هي والاعداد المركبة بمفرد منصوب نحو قوله تعالى. (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً.)
وقوله تعالى. (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً.) وقد تميز بجمع صادق على الواحد منها فيقال عندي عشرون دراهم على معنى عشرون شيئا كل واحد منها دراهم ومنه قوله تعالى. (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً.) المعنى والله اعلم وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة كل فرقة منهم اسباط وقد يضاف العدد الى مستحق المعدود فيستغنى عن التمييز نحو هذه عشر وزيد وبفعل ذلك بجميع الاعداد المركبة الّا اثني عشر فيقال احد عشرك وثلاثة عشرك ولا يقال اثنا عشرك لان عشر من اثني عشر بمنزلة نون اثنين فلا تجامع الاضافة ولا يقال اثناك لئلّا يلتبس باضافة اثنين بلا تركيب واذا اضيف العدد المركب استصحب البناء في صدره وفي عجزه ايضا الّا على لغة قال سيبويه ومن العرب