رجلان منان ولمن قال رأيت رجلين منين بالالف في حكاية المثنى المرفوع وبالياء في حكاية المثنى المنصوب ولما اراد بيان هذه المسئلة ولم يستقم له في الوزن ان يمثل بمنان ومنين مسكني النون مثل بهما محركي النون للضرورة ثم نبه على ما يلزم في الاستعمال من اسكان النون بقوله وقل منان ومنين بعد لي الفان بابنين وسكن تعدل وتقول لمن قال رأيت امرأة منه او منت بفتح ما قبل التاء في احد الوجهين ثم قلبها هاء وببقاء ما قبل التاء ساكنا في الوجه الآخر وسلامتها وتقول لمن قال رأيت امرأتين منتين او منتين باسكان النون او فتحها كما في الافراد والاسكان اجود واكثر وقد نبه على ذلك بقوله والنون قبل تا المثنى مسكنه والفتح نزر وتقول لمن قال رأيت نسوة منات ولمن قال جاء رجال منون ولمن قال مررت برجال منين فان وصلت قلت من يا فتى في الافراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ولذلك قال وان تصل فلفظ من لا يختلف فاما قول الشاعر
أتوا ناري فقلت منون أنتم |
|
فقالوا الجنّ قلت عموا ظلاما |
ففيه على ندوره شذوذ من وجهين احدهما انه حكي مقدرا غير مذكور والثاني انه اثبت العلامة في الوصل وحقها ان لا تثبت الّا في الوقف واذا سئل بمن عن علم مذكور فجيء به بعد من غير مقرونة بعاطف فاهل الحجاز يحكون فيه اعراب الاول رفعا لتوهم ان المسئول عنه غير المذكور فيحركونه بالضم ان كان الاول مرفوعا وبالفتح ان كان منصوبا وبالكسر ان كان مجرورا فيقولون لمن قال جاء زيد من زيد ولمن قال رأيت زيدا من زيدا ولمن قال مررت بزيد من زيد واما غير الحجازيين فلا يحكون بل يجيئون بالعلم المسؤل عنه بعد من مرفوعا لانه مبتدأ خبره من او خبر مبتداؤه من فلو اقترنت من بعاطف كما في قولك لمن قال مررت بزيد ومن زيد تعين الرفع عند جميع العرب ولا يحكى غير العلم واجاز يونس حكاية كل معرفة فيقول لمن قال رأيت غلام زيد من غلام زيد ولمن قال مررت بغلام زيد من غلام زيد قال شيخنا رحمة الله ولا اعلم له موافقا وفي حكاية العلم معطوفا او معطوفا عليه غير علم خلاف فمنهم من منع ذلك ومنهم من اجازه فتقول لمن قال رأيت سعيدا وابنه من سعيدا وابنه ولمن قال رأيت غلام زيد وعمرا من غلام زيد وعمرا واذا وصف العلم بابن حكي بصفته كقولك لمن قال مررت بزيد بن عمرو من زيد ابن عمرو فان وصف بغير ذلك لم يجز ان يحكى بصفته بل ان حكي حكي بدونها وربما