الله على العباد ومثله عمل برّ يزين وقد يبتدأ بالنكرة في غير ما ذكرنا لان الاخبار عنها مفيد وذلك نحو قول الشاعر
فيوم علينا ويوم لنا |
|
ويوم نساء ويوم نسر |
وقول الآخر
سرينا ونجم قد اضاء فمذ بدا |
|
محياك اخفى ضؤه كل شارق |
وقول ابن عباس رضياللهعنه تمرة خير من جرادة وقولهم شرّ أهرّ ذا ناب وشيء جاء بك والله اعلم بالصواب
والأصل في الأخبار أن تؤخّرا |
|
وجوّزوا التّقديم إذ لا ضررا |
فامنعه حين يستوي الجزآن |
|
عرفا ونكرا عادمي بيان |
كذا إذا ما الفعل كان الخبرا |
|
أو قصد استعماله منحصرا |
أو كان مسندا لذي لام ابتدا |
|
أو لازم الصّدر كمن لي منجدا |
الاصل تقديم المبتدأ وتأخير الخبر لانه وصف في المعنى للمبتدأ فحقه ان يتأخر عنه وضعا كما هو متأخر عنه طبعا وقد يعدل عن الاصل فيقدم الخبر كقولهم تميمي انا ومشنوء من يشنؤك وقد يمنع من تقديمه اسباب كما قد يمنع من تأخيره اسباب اما اسباب منع التقديم فمنها ان يكون المبتدأ والخبر معرفتين او نكرتين وليس معهما قرينة تبين المخبر عنه من المخبر به كقولك زيد صديقك وافضل منك افضل مني فلو قلت صديقك زيد وافضل مني افضل منك كان المقدم هو المبتدأ بخلاف نحو أبو يوسف ابو حنيفة فانك لو قلت فيه ابو حنيفة ابو يوسف كان ابو حنيفة خبرا مقدما لانه قد علم ان المراد تشبيه ابي يوسف بأبي حنيفة وان المعنى أبو يوسف مثل ابي حنيفة قال الشاعر
بنونا بنو ابنائنا وبناتنا |
|
بنوهنّ ابناء الرجال الاباعد |
المعنى بنو ابنائنا مثل بنينا فقدم الخبر وحذف المضاف ومنها ان يكون الخبر فعلا بشرط كون المبتدأ مفردا والفعل مسندا الى ضميره نحو زيد قام وهند خرجت فهذا النوع لا يجوز فيه تقديم الخبر لعدم القرينة الدالة على ارادته فانك لو قلت قام زيد وخرجت هند كان من باب الفعل والفاعل لان اعتباره اقرب ولو كان المبتدأ