يا صاح ما هاج العيون الذرفن |
|
من طلل كالاتحميّ انهجن |
وتنوين الغالي وهو اللاحق للروي المقيد كقول الشاعر
وقاتم الاعماق خاوي المخترقن |
|
مشتبه الاعلام لماع الخفقن |
على ما حكاه الاخفش وهذه الانواع كلها الّا تنوين الترنم والغالي مختصة بالاسماء لانها لمعان لا تليق بغيرها لان الامكنية والتنكير والمقابلة للجمع المذكر السالم وقبول الاضافة والتعويض عنها مما استأثر به الاسم على غيره واما النداء كقولك يا زيد ويا رجل فمختص بالاسم ايضا لان المنادى مفعول به والمفعول به لا يكون الّا اسما لأنه مخبر عنه في المعنى واما الالف واللام وهي المعبر عنها بأل فهي من خواص الاسماء ايضا لانها موضوعة للتعريف ورفع الابهام وانما يقبل ذلك الاسم كقولك في رجل الرجل وفي غلام الغلام واما الاسناد اليه فهو ان ينسب الى اللفظ باعتبار معناه ما تتم به الفائدة كقولك زيد قائم وعمرو منطلق وهو من خواص الاسماء فان الموضوع للنسبة اليه باعتبار مسماه هو الاسم لا غير وقد عبر عن هذه العلامات بالبيت المذكور وتقديره حصل للاسم تمييز عن الفعل والحرف بالجرّ والتنوين والندا وال ومسند اي والاسناد اليه فاقام اسم المفعول مقام المصدر واللام مقام الى وحذف صلته اعتمادا على التنوين. واسناد المعنى اليه ولما فرغ من ذكر علامات الاسماء اخذ في ذكر علامات الافعال فقال
بتا فعلت وأتت ويا افعلي |
|
ونون أقبلنّ فعل ينجلي |
اي يعرف الفعل وينجلي امره بالصلاحية لدخول تاء ضمير المخاطب عليه كقولك في فعل فعلت وفي ليس لست ذاهبا وفي تبارك تباركت يا رحمن او بتاء التانيث الساكنة كقولك في اقبل اقبلت وفي اتى اتت او ياء المخاطبة كقولك في افعل افعلي او نون التاكيد كقولك في اقبل اقبلن فمتى حسن في الكلمة شيء من هذه العلامات المذكورة علم انها فعل ومتى لم يحسن في الكلمة شيء من العلامات المذكورة للاسماء والافعال علم انها حرف ما لم يدل على نفي الحرفية دليل فتكون اسماء نحو قط فانه لا يحسن فيه شيء من هذه العلامات المذكورة ومع ذلك فهو اسم لامتناع ان يكون فعلا او حرفا لاستعماله مسندا اليه في المعنى فانك اذا قلت ما فعلته قط فهو في قوة قولك ما فعلته في الزمان الماضي وغير الاسم لا يسند اليه لا لفظا ولا معنى وقد عرف الحرف بقوله