ما نائبة عن الظرف فلا يقال عرفت بما دام زيد صديقك والمرجع في ذلك كله الى متابعة الاستعمال
وغير ماض مثله قد عملا |
|
إن كان غير الماض منه استعملا |
ما تصرف من هذه الافعال وغيرها فللمضارع منه والامر ما للماضي من العمل تقول يكون زيد فاضلا ولا يزال عمرو كريما فترفع بالمضارع الاسم وتنصب الخبر كما تفعل بالماضي وكذلك الامر نحو كن عالما او متعلما كن فعل امر يرفع الاسم وينصب الخبر واسمها ضمير المخاطب وعالما هو الخبر قال الله تعالى. (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً.) ويجري المصدر واسم الفاعل في ذلك مجرى الفعل تقول اعجبني كون زيد صديقك وهو كائن اخاك وقال الشاعر
ببذل وحلم ساد في قومه الفتى |
|
وكونك اياه عليك يسير |
وقال الآخر
وما كل من يبدي البشاشة كائنا |
|
اخاك اذا لم تلفه لك منجدا |
وقول الآخر
قضى الله يا اسماء ان لست زائلا |
|
احبك حتى يغمض العين مغمض |
وفي جميعها توسّط الخبر |
|
أجز وكلّ سبقه دام حظر |
كذاك سبق خير ما النّافيه |
|
فجئ بها متلوّة لا تاليه |
ومنع سبق خبر ليس اصطفي |
|
وذو تمام ما برفع يكتفي |
الاصل تاخير الخبر في هذا الباب كما في باب المبتدإ والخبر وقد لا يتأخر فيتوسط بين الفعل والاسم تارة ويتقدم على الفعل تارة كالمفعول اما التوسط فجائز مع جميع افعال هذا الباب كقوله تعالى. (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ.) وقال الشاعر
سلي ان جهلت الناس عنا وعنهم |
|
فليس سواء عالم وجهول |
وكقول الآخر
لا طيب للعيش ما دامت منغصة |
|
لذاته بادكار الموت والهرم |
وأما التقديم فجائز الّا مع دام كما قال وكلّ سبقه دام حظر اي منع ومع المقرون بما النافية ومع ليس على ما اختاره المصنف تقول عالما كان زيد وفاضلا لم يزل عمرو