المبتدأ تشبيها بالفاعل ونصبوا الخبر تشبيها بالمفعول سواء تقدم او تأخر نحو كان زيد قائما وكان سيدا عمر ويسمى المرفوع في هذا الباب اسما والمنصوب خبرا
ككان ظلّ بات أضحى أصبحا |
|
أمسى وصار ليس زال برحا |
فتئ وانفكّ وهذي الأربعة |
|
لشبه نفي أو لنفي متبعه |
ومثل كان دام مسبوقا بما |
|
كأعط ما دمت مصيبا درهما |
معنى كان وجد وظل اقام نهارا وبات اقام ليلا واضحى واصبح وامسى دخل في الضحى والصباح والمساء وصار تجدد ومعنى ليس نفي الحال فان نفت غيره فبقرينة كقول الشاعر
وما مثله فيهم ولا كان قبله |
|
وليس يكون الدهر ما دام يذبل |
ومعنى زال انفصل وكذا برح وفتئ وانفك ومعنى دام بقي فاجروا هذه الافعال بالمعاني المذكورة مجرى الحروف فادخلت على الجمل الابتدائية على تعلق معانيها بها فعملت فيها العمل المذكور وهي في ذلك على ثلاثة اقسام قسم يعمل بلا شرط وهو كان وليس وما بينهما وقسم يعمل بشرط تقدم نفي او شبهه وهو زال وبرح وفتئ وانفك مثال النفي ما زال زيد عالما ولن يبرح عمرو كريما وقول الشاعر
ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى |
|
ولا زال منهلا بجرعائك القطر |
وقول الآخر
ليس ينفك ذا غنى واعتزاز |
|
كل ذي عفة بقل قنوع |
وقد يغني معنى النفي عن لفظه كقوله تعالى. (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ.) قال الشاعر
تنفك تسمع ما حيي |
|
ت بهالك حتى تكونه |
فالمرء قد يرجو النجا |
|
ة مؤملا والموت دونه |
واما شبه النفي فهو النهي كقوله
صاح شمر ولا تزل ذاكر المو |
|
ت فنسيانه ضلال مبين |
ومتى خلت هذه الافعال الاربعة عن نفي او نهي ظاهر او مقدر لا تعمل العمل المذكور وقسم يعمل بشرط تقدم ما المصدرية النائبة عن الظرف نحو اعط ما دمت مصيبا درهما المعنى اعط درهما مدة دوامك مصيبه فالمصحح لرفع دام الاسم ونصبها الخبر كونها صلة لما المذكورة فلو لم تكن صلة لها لم يصح ذلك العمل فيها وكذا لو لم تكن