وتفتح ان بعد لا جرم نحو قوله تعالى. (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ.) وقد تكسر قال الفراء لا جرم كلمة كثر استعمالهم اياها حتى صارت بمنزلة حقا وبذلك فسرها المفسرون واصلها من جرمت اي كسبت وتقول العرب لا جرم لآتينك ولا جرم لقد احسنت فنزلها بمنزلة اليمين قلت فهذا وجه من كسر ان بعدها فقال لا جرم انك ذاهب وما عدا المواضع المذكورة فان فيه بالفتح لا غير نحو قوله تعالى. (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ. قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ). (وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ. عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ. ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ). و (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ.) ومن ابيات الكتاب كتاب سيبويه
تظلّ الشمس كاسفة عليه |
|
كآبة انها فقدت عقيلا |
وبعد ذات الكسر تصحب الخبر |
|
لام ابتداء نحو إنّي لوزر |
ولا يلي ذي اللّام ما قد نفيا |
|
ولا من الأفعال ما كرضيا |
وقد يليها مع قد كإنّ ذا |
|
لقد سما على العدا مستحوذا |
وتصحب الواسط معمول الخبر |
|
والفصل واسما حلّ قبله الخبر |
اذا اريد المبالغة في التأكيد حيّ مع ان المكسورة بلام الابتداء وفرقوا بينهما كراهية الجمع بين اداتين بمعنى واحد فادخلوا اللام على الخبر او ما في محله اما الخبر فتدخل عليه اللام بشرط ان لا يتقدم معموله ولا يكون منفيا ولا ماضيا متصرفا خاليا من قد نحو ان زيدا لرضي بل يكون مفردا نحو قوله تعالى. (إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ.) ومثله اني لوزر اي ملجأ او ظرفا او شبهه نحو قوله تعالى. (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.) او جملة اسمية كقول الشاعر
ان الكريم لمن ترجوه ذو جدة |
|
ولو تعذر ايسار وتنويل |
او فعلا مضارعا نحو قوله تعالى. (إِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ.) ونحو ان زيدا لسوف يفعل او ماضيا غير متصرف نحو ان زيدا لعسى ان يفعل او مقرونا بقد نحو ان زيد لقد سما وقد ندر دخولها على الخبر المنفي في قوله
وأعلم ان تسليما وتركا |
|
للا متشابهان ولا سواء |
وقد تدخل اللام على ما في محل الخبر من معمول الخبر متوسطا بينه وبين الاسم نحو ان زيدا لطعامك اكل وان عبد الله لفيك راغب او فصل نحو. ان هذا لهو القصص