شبها تاما وهو المراد بقوله لشبه من الحروف مدني اي يبنى الاسم لشبه بالحرف مقرب منه ثم بيّن جهات الشبه فقال
كالشّبه الوضعىّ في اسمى جئتنا |
|
والمعنويّ في متى وفي هنا |
وكنيابة عن الفعل بلا |
|
تأثّر وكافتقار أصّلا |
يبنى الاسم لشبهه بالحرف في الوضع او في المعنى او في الاستعمال او في الافتقار اما بناؤه لشبهة بالحرف في الوضع فاذا كان الاسم على حرف واحد او حرفين فان الاصل في الاسماء ان تكون على ثلاثة احرف فصاعدا والاصل في الحروف ان تكون على حرف واحد كباء الجرّ او لامه او حرفين كمن وعن فاذا وضع الاسم على حرف واحد او حرفين بني حملا على الحرف فالتاء في قوله جئتنا اسم لانه مسند اليه وهو مبني لشبهه بالحرف في الوضع على حرف واحد ونا ايضا من جئتنا اسم لأنه يصح ان يسند اليه كقولك جئنا ويدخله حرف الجرّ نحو مررت بنا وهو مبني لشبهه بالحرف في الوضع على حرفين فان قلت يد ودم على حرفين ونراه معربا قلت لانه موضوع فى الاصل على ثلاثة احرف والاصل فيهما يدي ودمي بدليل قولهم الايدي والدماء واليديان والدميان فلما لم يكن موضوعا في الاصل على حرفين لم يكن قريب الشبه من الحرف فلم يعتبر واما بناء الاسم لشبهه بالحرف في المعنى فاذا تضمن الاسم معنى من معاني الحروف تضمنا لازما للفظ او المحل غير معارض بما يقتضي الاعراب يبنى كمتى وهنا وكالمنادى المفرد المعرفة نحو يا زيد اما متى وهنا فهما اسمان لدخول حرف الجرّ عليهما نحو الى متى تقيم ومن هنا تسير وهما مبنيان لشبهما بالحرف في المعنى للزوم متى تضمن معنى همزة الاستفهام ولزوم هنا تضمن معنى الاشارة فانه معنى من معاني الحروف وان لم يوضع له لفظ يدل عليه ولكنه كالخطاب والتنبيه فمن حق اللفظ المتضمن معنى الاشارة ان يبنى كما يبنى سائر ما تضمن معنى الحرف فلما لازمت متى وهنا تضمن معنى الحرف بلا معارض تعين بناؤهما واما المنادى المفرد المعرفة نحو يا زيد فهو مبني للزوم محله تضمن معنى الخطاب فان كل منادى مخاطب غير مظهر معه حرف الخطاب فلما لازم محله تضمن معنى الحرف بلا معارض بني ولو لم يكن تضمن الاسم لمعنى الحرف لازما للفظ او المحل الذي وقع فيه لم يؤثر كما في نحو سرت يوما وفرسخا فان يوما وفرسخا مما يستعمل ظرفا تارة وغير ظرف اخرى ولو عارض شبه الحرف ما يقتضي الاعراب