ومنه عدلا بمعنى حسب كقول الشاعر
لا اعد الاقتار عدما ولكن |
|
فقد من قد فقدته الاعدام |
وقول الآخر
فلا تعدد المولى شريكك في الغنى |
|
ولكنما المولى شريكك في العدم |
ومنه حجالا بمعنى غلب في المحاجاة او قصد او ردّ او اقام او بخل انشد الازهري.
قد كنت احجو ابا عمرو اخاثقة |
|
حتى ألمت بنا يوما ملمات |
ومنه جعل في مثل قوله تعالى. (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً.) ومنه هب في نحو قول الشاعر
فقلت اجرني ابا خالد |
|
والّا فهبني امرءا هالكا |
ولا يتصرف فلا يجيء منه ماض ولا مضارع وقد تستعمل رأى لرجحان الوقوع كقوله تعالى. (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً.) كما قد ترد خال وظنّ وحسب لليقين نحو قول الشاعر
دعاني الغواني عمهنّ وخلتني |
|
لي اسم فلا ادعى به وهو اول |
وقوله تعالى. (فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها.) وقول الشاعر
حسبت التقى والجود خير تجارة |
|
رباحا اذا ما المرء اصبح ثاقلا |
وتسمى هذه الافعال المذكورة وما كان في معناها قلبية بمعنى ان معانيها قائمة بالقلب وليس كل فعل قلبي يعمل العمل المذكور فلاجل ذلك قال انصب بفعل القلب جزءي ابتدا اعني رأى خال علمت وجدا وساق الكلام الى آخره ليدلك على ان من افعال القلوب ما لا ينصب المبتدأ والخبر لانه خص في الاستعمال بالوقوع على المفرد وذلك نحو عرف وتبين وتحقق ومن النوع الثالث صيّر كقولك صيرت زيدا صديقك ومنه اصار وجعل لا بمعنى اعتقد او اوجب او اوجد او الفى او انشأ قال الله تعالى. (فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً.) ومنه وهب في قولهم وهبني الله فداك ومنه ردّ في نحو قوله تعالى. (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً.) ومنه ترك كقول الشاعر
وربيته حتى اذا ما تركنه |
|
اخا القوم واستغنى عن المسح شاربه |
ومنه تخذ واتخذ كقوله تعالى. (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً.) وقال الله تعالى. (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً.) وقد اشار الى هذه الافعال والى عملها بقوله والتي كصيرا ايضا بها انصب