تأخر ، ووجبت له الجنة» (١).
ولأنه أكثر عملا فى القربة ، وأشق على النفس فكان أفضل بشرط أن : يكون مالكا لنفسه أن لا يقع فى محظور الإحرام ، ولا يرتكبه.
وقال الشافعى : الإحرام من الميقات أفضل فى رواية المزنى عنه ، وبه قال مالك وأحمد رحمهما الله ؛ لما روى أن النبى عليهالسلام أحرم من الميقات ، ولو كان الإحرام قبل الميقات أفضل لفعله النبى صلىاللهعليهوسلم.
وفى رواية عن الشافعى ـ رحمه الله ـ : أن الإحرام من بلده أفضل (٢).
فإذا أراد الإحرام يستحب له أن ينظف بدنه بقص شاربه وتقليم أظفاره وحلق عانته ؛ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «النظافة من الإيمان».
ثم يتجرد عن ثيابه المخيط ، ويغتسل أو يتوضأ ، والغسل أفضل ؛ لما روى أن النبى عليهالسلام : اغتسل وأحرم وأمر أصحابه بالاغتسال (٣) ، ولأن الغسل أبلغ فى التنظيف فكان أفضل ، أو اقتداء واتباعا للسنة.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن لله تعالى ملكا ينادى فى كل يوم من خالف سنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم ينل شفاعته».
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فمن رغب عن سنتى فليس منى».
وقال صلىاللهعليهوسلم : «من أحيا سنتى فقد أحبنى ، ومن أحبنى كان معى فى الجنة».
وقال صلىاللهعليهوسلم : «إنى قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا أبدا ما أخذتم بهما : كتاب الله وسنتى».
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من أطاعنى فقد أطاع الله ، ومن عصانى فقد عصى الله».
__________________
(١) أخرجه : أبو داود ٢ / ١٤٤ ، ابن ماجه (٣٠٠١) ، أحمد فى المسند ٦ / ٢٩٩ ، الدارقطنى ٢ / ٢٨٣ ، البيهقى فى السنن ٥ / ٣٠.
(٢) الأم ٢ / ٤٥ ، المجموع ٧ / ٢١٣.
(٣) مسلم (الحج : حجة النبى صلىاللهعليهوسلم) ٤ / ٣٩ ، الترمذى ٣ / ١٩٢.