ثم قبر الإمام أبى عبد الله مالك بن أنس الأصبحى إمام دار الهجرة صاحب المذهب رضى الله عنه ، إذا خرج الشخص من باب البقيع يكون مواجها له من جهة الشرق فى قبة صغيرة (١).
ثم قبر إسماعيل بن جعفر الصادق فى مشهد كبير مبيض غربى قبة العباس ، وهو ركن سور المدينة من جهة القبلة والشرق ، وبابه من داخل المدينة بناه بعض العبيديين من ملوك مصر. ويقال : إن عرضة هذا المشهد وما حولها من جهة الشمال إلى الباب كانت دار زين العابدين على بن الحسين رضى الله عنه (٢).
وبين الباب الأول وبين المشهد بئر منسوبة إلى زين العابدين ، وفى الجانب الغربى للمشهد مسجد صغير مهجور يقال له : مسجد زين العابدين ، رضى الله عنه.
وصهيب بن سنان بن مالك الرومى مدفون بالبقيع ، توفى بالمدينة سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين سنة.
وحكيم بن حزام مات بالمدينة سنة أربع وخمسين ، وهو ابن مائة وعشرين سنة (٣).
فإذا انتهى الزائر إلى البقيع فليستقبل المقابر وليقل ما ثبت عن النبى صلىاللهعليهوسلم ، قالت عائشة رضى الله عنها كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخرج فى آخر الليل إلى البقيع فيقول : «السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجّلون ، وإنا إن شاء الله بكم لا حقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد» (٤).
وفى شمال المدينة على طريق الحاج الشامى من خارج سور المدينة قبر محمد ابن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن على بن أبى طالب ـ رضى الله عنهم ـ
__________________
(١) وفاء الوفا ٣ / ٩٢٠.
(٢) وفاء الوفا ٣ / ٩٢٠.
(٣) يبحث عن ذلك فى : القرى (ص : ٦٨٥ ـ ٦٨٧) ، هداية السالك ٣ / ١٣٩٤ ـ ١٣٩٦.
(٤) أخرجه : مسلم ٢ / ٦٦٩ ، أحمد فى مسنده ٦ / ١٨٠ ، ابن ماجه (١٥٤٦) ، النسائى (٢٠٣٨) البيهقى فى السنن ٤ / ٧٩ ، عبد الرزاق فى مصنفه (٦٧٢٢) ، ابن شبة ١ / ٩٠ ، ابن حبان (٣١٧٢). البغوى فى شرح السنة (١٥٥٠).