خربت فجددت بعد السبع مائة ، وهى كثيرة الماء ، وعرضها عشرة أذرع وطولها يزيد على ذلك ، وماؤها تغلب عليه الخضرة ، وهو طيب عذب.
ومنها : بئر البصّة : وهذه قريبة من البقيع على يسار السالك إلى قباء فى حديقة كبيرة محوط عليها حائط ، وعندها أيضا فى الحديقة بئر أصغر منها ، وابن النجار قطع بأن الكبرى القبلية.
روى أن النبى صلىاللهعليهوسلم جاء ذات يوم أبا سعيد الخدرى فقال : «هل عندك من سدر أغسل به رأسى فإن اليوم يوم الجمعة؟» قال : نعم ، فأخرج له سدرا وخرج معه إلى بئر بصة فغسل رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأسه وصب غسالة رأسه ومراقة شعره فى البصّة (١). وذكر أن عرضها تسعة أذرع ، وأن طولها أحد عشر ذراعا.
ومنها : بئر حاء : روى فى صحيح البخارى من حديث أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ قال : كان أبو طلحة الأنصارى أكثر أمواله نخيل ، وكان أحب أمواله إليه بئر حاء ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدخلها ويشرب من مائها ، قال أنس : فلما نزلت هذه الآية : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)(٢). قام أبو طلحة إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله إن أحب أموالى إلىّ بئر حاء ، وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله ، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله ، فقال عليه الصلاة والسلام : «بخ بخ ، ذلك مال رابح ، وقد سمعت ما قلت ، وإنى أرى أن تجعلها فى الأقربين» قال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله ، فقسّمها أبو طلحة فى أقاربه ، وبنى عمه ، فصارت لأبىّ وحسان (٣).
ونقل ابن زبالة أنهم تقاوموه فصار لحسان ، فباعه من معاوية بن أبى سفيان بمائة ألف.
وقال المطرى : هذه البئر فى وسط حديقة صغيره فيها نخل جيد ، وهى شمالى
__________________
(١) وفاء الوفا ٣ / ٩٥٤.
(٢) سورة آل عمران : آية ٩٢.
(٣) أخرجه : ابن شبه ١ / ١٥٧.
وحاء : بئر وبستان شمالى سور المدينة من جهة الشرق ، وقد صارت لأبى بن كعب وحسان بن ثابت ؛ حسب رواية الصحيحين. (انظر : عمدة الأخيار (ص : ٢٣١) ، مراصد الاطلاع ١ / ١٤٠).