الإمام عليهالسلام يأذن للأصحابه بالتفرق
والسِّبْطُ لَيلاً قد دعا أصحابَهُ |
|
مُوَجِّهاً إليْهِمُ خِطَابَهُ |
فقالَ بعدَ الحمدِ والثناءِ |
|
والشكرِ للمُنعمِ ذى الآلاءِ |
إنّي لا أعلمُ فيما أعلمُ |
|
أوفى ولا أصلحَ صَحباً منكُمُ |
وَلست أَدري أَهل بيتٍ أَفضلا |
|
من أَهلِ بيتي نَجْدَةً وأَوْصلا |
جزاكُم اللهُ جميعاً خَيْرا |
|
وَلا رَأَيْتُم ما حَييتُم ضَيْرا |
ألا وإنّي قَدْ أَذنْتُ لَكُمُ |
|
فانطلقوا لا عَهْدَ لي عليكُمُ |
والليلُ قَدْ أَجَنَّكُمْ وأَقْبَلا |
|
فاتخذوهُ للنجاةِ جَمَلا |
والقومُ لا يبغونَ غيري أَحَدا |
|
فارتحِلوا لِتَسْلَموا مِنَ الرَّدَىٰ |
جواب أهل بيته عليهمالسلام
فَابتدأ العبّاسُ في مقالِهِ |
|
وَقدْ جرىٰ الصَّحْبُ علىٰ
منْوالِهِ |
قالوا جميعاً : وَلماذا نفعلُ |
|
نَظَلُّ أَحياءً وَأَنت تُقْتَلُ |
فَلا اَرانا اللهُ ذاكَ أَبَدَا |
|
وَليتَ أنّا لَكَ قَدْ صِرْنا فِدا |
قالَ مُخاطباً بني عقيلِ |
|
حَسْبُكُمُ مُسلم مِنْ قتيلِ |
وَعندَ ذا تكلّموا جَميعا |
|
وَقدْ أَبَوْا عنْ عَزْمِهمْ رُجُوعا |
وَأَقسموا أَنْ لا يفارُقوهُ |
|
يَوماً وَبالأَنْفُسِ أَنْ يَقوهُ |
فالعيشُ من بعدِ الحسينِ يَقْبُحُ |
|
وبَعدَه الحياةُ ليست تَصْلُحُ |