وقد نجح خلال الشهور الأولى من استقطاب طبقات المجتمع ، والتأكيد على الصفوة منهم ، الأمر الذي أظهر شهرته بالمنطقة خصوصا أنّ أباه وأخوته كانوا يملكون بعض المقاطعات الزراعية هناك مما يسهم في شهرتهم ، وامتدادهم بين عشائر المنطقة.
وعلى الرغم أنّ جميع من كتب عن الإمام القزويني ذكر أنّه كان سببا في نقل قبيلة زبيد من المذهب السنّي إلى المذهب الشيعي إلّا أنّ رواية تشيّعهم بقيت متناقلة لدى بعض المطّلعين ، دون أن تسجّل في كتاب.
نقل لي السيد حميد القزويني (توفي سنة ١٤٠٠ ه / ١٩٨٠ م) عن عمه السيد هادي عن أبيه السيد صالح عن الإمام السيد مهدي القزويني : أنّ وادي بن شفلّح (شيخ قبيلة زبيد) ، كان قد صادف السيد القزويني مع بضعة من أصحابه في إحدى جولاته بضواحي مدينة الحلّة ، وكان وادي في تمام سطوته السياسية ، وقوته العسكرية فحاول إحراج القزويني ، وتوهينه أمام جموع عسكره المسلّح بكامل عدّته قائلا له بطريقة الغطرسة :
هل أنت القزويني الذي تسبّ الشيخين؟!
(إشارة منه إلى شيعيته فقط ، فلم يكن القزويني بطبيعة الحال يعتدي على مقام الخلفاء).
أصبح القزويني بين خيارين ؛ إمّا النكوص والتراجع ، وإمّا الاقتحام والتحدّي ، دون حساب لما تكون عليه النتائج.
تمهّل القزويني قليلا ، ثم ردّ على الشيخ وادي في مقام الغضب قائلا له : أتهدّدني بالشيخين؟ ثم شتم وادي وأباه ، ومن معه ، وكرّر شتمهما.
لم يكن الشيخ وادي متصوّرا أنّ فردا أعزلا يواجه مجموعة بهذه السطوة بمثل هذا التحدّي ، فلم يكن له هذه المرّة إلّا خياران ؛ إمّا أن يقضي على خصمه بالقتل ، أو يرضخ له.
وهذا ما حصل بالفعل.