نزل الشيخ وادي عن صهوة جواده بعدما أبهرته شجاعة الإمام ، وتقدّم نحوه مقبّلا حدوة فرسه ، قائلا له : «أنت ومذهبك على دين الحقّ».
منذ ذلك اليوم لم يجد القزويني نفسه إلّا وقبائل زبيد ـ في هذه المنطقة ـ بأكملها خاضعة له من الناحية الدينيّة ، بعد اعتناق زعيمها الشيخ وادي مذهب التشيّع.
قدّر العلّامة الميرزا حسين النوري عدد المعتنقين للشيعيّة بأنّه قارب مائة ألف شخص. وذكرت المس بيل Miss Gertrude Bell (ت : ١٣٤٦ ه / ١٩٢٧ م) انّ تشيّع قبائل زبيد تمّ حدود سنة ١٢٤٦ ه / ١٨٣٠ م على يد مجتهد كبير ، ما زال أحفاده يلعبون دورا هامّا في الحياة السياسيّة لمدينة الحلّة.
أمّا التاريخ الذي ذكرته بيل Bell في سنة تشيّع القبائل فهو تاريخ مقارب ، حيث كانت هجرة القزويني إلى الحلّة سنة ١٢٥٣ ه / ١٨٣٧ م ، وبطبيعة الحال فإنّ تشيّع القبائل كان قد تمّ بعد هذا التاريخ.
أمّا قصة ظهور مرقد الحمزة فهي مقترنة بالجولات التي كان يقوم بها القزويني لضواحي مدينة الحلّة لارشاد الناس وتوجيهها ، وخلق منظومة ثقافيّة للنخبة ؛ حيث شهد ظهور المرقد في قصّة أثبتها العلّامة الأردوبادي في أوراقه التي كتبها عن الحمزة ، كما أثبتها نقلا عن الإمام القزويني نفسه ، رواية عن ولده أبي المعزّ السيد محمد القزويني.
مشهده الشريف
قال الأردوبادي : لسيدنا أبي يعلى الحمزة في أرض الجزيرة بين الفرات ، ودجلة من جنوب الحلّة السيفيّة مشهد معروف في قرية تعرف باسمه ، بمقربة من قرية (المزيديّة). وهو اليوم مركز ناحية (المدحتية) ، من نواحي قضاء الهاشمية.