قبر إبن فهد الحلّي بمدينة الحلّة ، في حين أنّ من رأيه أنّ قبر ابن فهد الاحسائي بكربلاء.
ذكر الشيخ الطهراني في «نقباء البشر» بترجمة السيد حسين بن السيد مهدي القزويني المتوفى سنة ١٣٢٥ ه / ١٩٠٧ م هذا النصّ : يقول الطهراني : «كتب لي الشيخ أغا رضا الأصفهاني أنّه كان من رأي السيد حسين القزويني أنّ المقبرة المعروفة في كربلاء بمقبرة ابن فهد الحلّي هي مقبرة إبن فهد الاحسائي. أمّا الحلّي فهو مدفون بالحلّة ، لعلّه سمع ذلك من أبيه».
قال الشيخ محمد حرز الدين : قيل إنّ مرقد ابن فهد الأسدي في الحلّة ، ومرقد شهاب الدين الأحسائي في كربلاء ، وذلك خلاف التحقيق ، وما عليه سيرة علمائنا الأقدمين والمتأخرين ، المعتضدة بالشهرة والتلقي أنّ مرقد إبن فهد الأسدي الحلّي بكربلاء المقدّسة. والظاهر أنّ الاشتباه نشأ من معاصرة كل منهما للآخر. إلّا أنّ الاحسائي بقي حيّا مدّة بعد وفاة الأسدي الحلّي (١).
وقبر ابن فهد الشاخص اليوم بكربلاء يقع في شارع القبلة. وكان قبل ذلك بستانا فخما يطلق عليه إسم (بستان ابن فهد) ، وهو مزار معروف ، وعليه قبّة عالية. وقد أتخذ في عصرنا مقرّا لجمعية سمّيت (جمعيّة النهضة) موالية لسلطة الدولة السياسية ، برئاسة أحد الشرطة ممن يرتدي الزي الديني ، العمامة البيضاء ، والصاية الرمادية ، التي يتغير لونها تبعا للفصول الأربعة.
وقبر ابن فهد بكربلاء مشيّد ، وعليه شباك حديدي تعلوه أربع ثريّات ، وتحيط به المصابيح الكهربائية. وفوق قبره غطاء أخضر تدلّى على أطراف القبر العليا ، هكذا رأيته في منتصف التسعينات الهجرية ، وقد وضعت لوحة زيارة تحية للمرقد ، أثبتها على ما فيها ، وهي :
__________________
(١) مراقد المعارف ، ج ١ ، ص ٨٠.