وذكر الشيخ عبد الوهاب النجّار أنّ قبر النبي صالح بحضر موت ، وأنّه مات وعمره مائة وخمسين سنة.
وورد في كتاب الطبري بعد ذكر نسب هود وصالح : إنّ بعض أهل العلم زعم أنّ صالحا توفي بمكة ، وهو إبن ثمان وخمسين سنة. وكلّ هؤلاء لم يجزموا بمدفنه ، حيث لم يحصل ما يوجب القطع (١).
وذكر الساعدي في ردّه على النصّ الذي أورده الخضراوي في «العقد الثمين» أنّ الخضراوي ذكر ما ورد في خبر وفاة هؤلاء الأنبياء في الحجر. والحجر إسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام. وهناك كانت مساكن ثمود ، وهي بيوت منحوتة في الجبال مثل المقابر. وتسمّى تلك الجبال الأثالث وقد خفي على الخضراوي التمييز بين الحجرين ، فأرسل روايته ، والصحيح أنّ قبورهم بالنجف الأشرف. وهذا ما اتفقت عليه المأثورات الشيعيّة.
وقد أظهر الامام السيد مهدي بحر العلوم (ت : ١٢١٢ ه / ١٧٩٧ م) هذين القبرين ، واهتمّ بتشييدهما.
نقل المؤرخ السيد حسون البراقي في «اليتيمة الغروية» بروايته عن العلّامة أبي المعزّ السيد محمد القزويني المتوفى سنة ١٣٣٥ ه / ١٩١٦ م عن أبيه السيد مهدي القزويني أنّه قال : «إنّ السيد مهدي بحر العلوم هو الذي أظهر قبري هود وصالح (عليهماالسلام) ، وانّ قبريهما قبل ذلك كانا قريبين من هذا القبر بقليل ، وهو الذي قال : ليس ذلك بقبريهما ، ودلّ الناس على قبري هود وصالح».
ووردت في جميع كتب المزارات الشيعية هذه العبارة في السلام على أمير المؤمنين علي (ع) : «السلام عليك ، وعلى ضجيعيك آدم ونوح ، وعلى جاريك هود وصالح».
__________________
(١) تاريخ الطبري ، ج ١ ، ص ١١٩.