كما ورد في كتب الحديث ما نقل عن الامام علي (ع) أنّه قال : «إذا متّ فادفنوني في هذا الظهر في قبر أخويّ هود وصالح». وقد أصبحت هذه الروايات مسلّمة في التراث الشيعي.
قال المؤرّخ حرز الدين : إنّ مرقدي هود وصالح في الغري بوادي السلام (مقبرة النجف الأشرف) ، خلف سور المدينة في الشمال الشرقي في حرم واحد ، عليه قبّة متوسطة الحجم والارتفاع ، فرشت بالقاشي الأزرق وكان أمام قبريهما صحن دار صغير فيه نخلة.
ونقل حرز الدين عن بعض المعمّرين أنّ أول من وضع على قبريهما صندوقا من الخشب هو العالم الرباني السيد مهدي الطباطبائي بحر العلوم النجفي.
كما أنّ زوجة الملّا يوسف بن الملّا سليمان ، نقيب وخازن مرقد الامام علي بن أبي طالب (ع) ، المتوفى سنة ١٢٧٠ ه / ١٨٥٤ م ، وإسمها الملّة ضفيرة شيّدت قبّة من آجرّ على قبريهما.
ولمّا توفي الفقيه الشيخ سلطان العلماء ، ودفن خارج باب مرقدي هود وصالح من جهة مدينة النجف بنيت قبّة عليه بالقاشي الأزرق فوق هذه القبّة (١).
وذكر الشيخ جعفر محبوبة أنّ عمارة ثالثة طرأت على المرقدين شيّدت سنة ١٣٣٧ ه / ١٩١٧ م ، وأرّخ بعض الأدباء عام تشييده بأبيات ، بيت التاريخ منها هو :
فدع واحد الدنيا وأرّخ (مجدد |
|
ضريح الهدى هود الزكي وصالح) |
وقد جعلت تولية المرقد بيد الشيخ محمد علي قسّام (جدّ أسرة آل قسّام النجفية) (٢).
__________________
(١) مراقد المعارف ، ج ٢ ، ص ٣٦٣.
(٢) ماضي النجف وحاضرها ، ج ١ ، ص ٩٦.