حدّثنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ إملاء ، حدّثنا محمّد بن منصور الطوسي ، حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا شعبة ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن سليمان بن خالد بن أبي نجيح ، عن طاوس قال : سمعت ابن عمر سنين أو سنتين يقول : لا تنفر حتى يكون آخر عهدها بالبيت. ثم قال بعد ذلك : قد رخص للنساء.
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال : حدّثنا أبو بكر الخلّال ، حدّثنا أبو بكر المروزيّ قال : سألت أبا عبد الله ـ وهو أحمد بن حنبل ـ عن محمّد بن منصور الطوسي قال : لا أعلم إلا خيرا ، صاحب صلاة. قلت له : كان يختلف معك إلى عفّان؟ قال : وقبل ذلك (١). قلت : سمعته يقول : كنت عند معروف فقال لي بعد عشاء الآخرة قد كلمت هاهنا رجلا تتعشى عنده فأبيت عليه ، فلما كان في السحر جاءني بسفرجلة ، فجعل يقول : ترى من أين له سفرجلة في ذلك الوقت؟ فقال أبو عبد الله : كفاك بأبى جعفر.
أخبرنا بحكايته مع معروف أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ ، حدّثنا أحمد بن جعفر القطيعيّ ، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي ، حدّثني سعيد بن عثمان قال : كنا عند محمّد بن منصور الطوسي يوما وعنده جماعة من أصحاب الحديث ، وجماعة من الزهاد ، وكان ذلك اليوم يوم الخميس فسمعته يقول : صمت يوما وقلت لا آكل إلا حلالا ، فمضى يومي ولم أجد شيئا ، فواصلت اليوم الثاني واليوم الثالث والرابع ، حتى إذا كان عند الفطر قلت : لأجعلن فطري الليلة عند من يزكي الله طعامه ، فصرت إلى معروف الكرخي ، فسلمت عليه وقعدت حتى صلى المغرب ، وخرج من كان معه في المسجد ، فما بقي إلا أنا وهو ورجل آخر فالتفت إلي وقال : يا طوسي! قلت : لبيك. فقال لي : تحول إلى أخيك فتعش معه. فقلت في نفسي : صمت أربعة أيام وأفطر على ما لا أعلم! فقلت : ما بي من عشاء. فتركني ثم رد علي القول فقلت : ما بي من عشاء. ثم فعل ذلك الثالثة فقلت : ما بي من عشاء ، فسكت عني ساعة ثم قال لي :
__________________
ـ المشتمل ، الترجمة ٩٦٧ ، والمنتظم لابن الجوزي ٥ / ١٧٤ ، و ٦ / ٢٢٦ ، ٣٠٢. وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢١٢ ، والكاشف ٣ / الترجمة ٥٢٥١. والعبر ٢ / ٢١٢ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٨١ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٥٣ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٤٧٢ ٤٧٣ ، والتقريب ٢ / ٢١٠ ، وخلاصة الخزرجي ٢ / الترجمة ٦٦٧٧.
(١) انظر الخبر في : تهذيب الكمال ٢٦ / ٥٠١.