مدح عبد الملك بن مروان ، ويقال : علي بن الغدير بن مضرّس بدل منصور بن قيس.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (١) قال :
وأما غدير بفتح الغين المعجمة ويليها دال مهملة مكسورة وآخره راء ، فهو : علي بن الغدير الغنوي ، وهو علي بن منصور بن قيس بن حجوان (٢) بن لأي بن مطيع (٣) بن حبيب بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب بن جلّان بن غنم بن غنيّ شاعر فارس كان في دولة بني أمية ومدح عبد الملك.
ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي ، نا الكرانى (٤) ـ يعني محمّد بن سعد ـ نا سهل بن محمّد ، عن الأصمعي ، عن أبيه قال : قال عبد الملك بن مروان لعلي بن الغدير : أنت القائل لشعر كان قاله حين اعتزل حاتم بن النعمان :
خلّوا قريشا تقتتل إنّ ملكها |
|
لها وعليها بغيها واختصامها |
فقال له علي : ما قلت أنت سوء (٥) قال : وما ذاك؟ قال : مررت برجل من قيس يتشحط في دمه فقلت : ما على هذا الجاهل من قيس لمن كان الملك ، وهذه أبيات منها (٦) :
فمن مبلغ قيس بن عيلان كلّها |
|
بما حاز منها (٧) أرض نجد وشامها |
فلا تهلكنّكم فتنة كلّ أهلها |
|
كجيران في طخياء (٨) داج ظلامها |
وخلّوا قريشا تقتتل إنّ ملكها |
|
لها وعليها برّها وآثامها |
فإن وسعت أحلامها وسعت لها |
|
وإن عجزت لم تدم إلّا كلامها |
وإنّ قريشا مهلك من أطاعها |
|
تنافس دنيا قد أحمّ انصرامها |
__________________
(١) الخبر في الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٧.
(٢) في الاكمال والمؤتلف : جحوان.
(٣) في الاكمال : مطمع.
(٤) كذا رسمها بالأصل.
(٥) في المختصر : ما قلت أنت شر.
(٦) الأبيات في معجم الشعراء للمرزباني ص ٢٨٠ ـ باختلاف ـ وجمهرة ابن حزم ص ٢٤٧.
(٧) في معجم الشعراء : من اجتاز منهم.
(٨) الطخياء : الليلة المظلمة.