أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن جميع ، نا محمّد بن مخلد الشيخ الصّالح ببغداد ، نا عيسى بن أبي حرب ، نا يحيى بن أبي بكير ، نا سفيان ، عن فطر ، عن أبي الطّفيل ، عن أبي ذرّ قال : لقد تركنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما طائر يقلب جناحيه في السّماء إلّا وهو يذكرنا منه علما.
سألت أبا الحسن الفقيه عن مولده فقال : كان خالي يذكر أن مولدي سنة خمسين ، وكانت والدتي تذكر : أن مولدي سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
سمعت بعض أصحابنا يذكر أن الفقيه أبا الحسن مرض مرضة شديدة أيس (١) منه فيها ، فدخل عليه بعض الفقهاء فأنشده :
يا ربّ لا تبقني إلى أمد |
|
أكون فيه كلا على أحد |
خذ بيدي قبل أن أقول لمن |
|
أراه عند القيام خذ بيدي |
فاستحسن البيتين وكتبهما بخطه وكرر قراءتهما فاستجيب له ، فمات بعد أن أبلّ من تلك العلة بمدة ، من غير أن يمرض مرضا يحتاج فيه إلى أحد ، فتوفي صباح يوم الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ساجدا في الركعة الأخيرة من صلاة الصّبح ، وكان قد صلّى ورده في تلك الليلة من قيام اللّيل ، ودفن بمقبرة الباب الصغير عند قبور الصّحابة ، شهدت دفنه والصّلاة عليه ـ رحمهالله ـ وكان له مشهد حسن.
٥٠٩٢ ـ علي بن مرشد (٢) بن علي بن المقلّد (٣) بن نصر
ابن منقذ بن محمّد بن منقذ بن نصر بن هاشم
أبو الحسن بن أبي سلامة
المعروف بعز الدولة الكناني
كان أكبر اخوته.
__________________
(١) بالأصل : أويس.
(٢) كذا وقعت هذه الترجمة هنا ، وحقها أن تكون قبل الترجمة السابقة كما يقتضيه التنظيم الذي اتبعه المصنف في ترتيب الأسماء.
(٣) في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٥٣ في ترجمة جده : علي بن منقذ بن نصر.