أحمد بن محمّد بن سلفة يقول : سمعت محمّد بن سعدون بن المرجى القرشي العبدري الحافظ يقول : وأظني أنا سمعته من أبي عامر وإلّا فهو لي إجازة منه قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن أبي نصر الحميدي الحافظ يقول : ما راجعت أبا بكر الخطيب في شيء إلّا وأحالني على الكتاب وقال : حتى أبصره ، وما راجعت الأمير أبا نصر علي بن هبة الله بن ماكولا في شيء إلّا وأجابني حفظا كأنه يقرأه من كتاب (١).
وسمعت أخي أبا الحسين الفقيه يقول : قال لي الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن مرزوق بن عبد الرزّاق الزعفراني لما بلغ الإمام أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ ـ رضياللهعنه ـ أنّ ابن ماكولا أخذ عليه في كتابه المؤتلف وصنّف في ذلك تصنيفا وحضر عنده ابن ماكولا سأله الشيخ الإمام أبو بكر عن ذلك فأنكر ولم يقر به ، وقال : ينسبني الناس إلى ما لست أحسنه ، فاجتهد الشيخ الإمام أبو بكر في أن يعترف في بذلك ، وحكى له ما كان من عبد الغني بن سعيد الحافظ في تتبعه أوهام أبي عبد الله بن البيع في كتاب المدخل ، وحكايات عدة في هذا المعنى ، وقال : أرني إيّاه ، فإن يكن صوابا استبعدته منك ولا أذكره إلّا عنك ، فأصرّ على الإنكار ، وقال : لم يخطر هذا ببالي قط ، ولست أبلغ هذه الدرجة ، أو كما قال ، فلما مات الخطيب أظهر كتابه ، وهو الذي سمّاه كتاب : «مستمر الأوهام على ذوي النهي والأحلام» أبي الحسن الدارقطني ، وأبي محمّد عبد الغني بن سعيد ، وأبي بكر أحمد بن علي الخطيب ، وهو في عشرة أجزاء لطاف (٢).
أنشدنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (٣) قال : وجدت بخط أخي أبي نصر علي بن الوزير أبي القاسم هبة الله بن جعفر لنفسه :
أقول لنفسي قد سلا كل واحد |
|
ونفّض (٤) أثواب الهوى عن مناكبه |
وحبط (٥) بما يزداد إلّا تجدّدا |
|
فيا ليت شعري ذا الهوى من مناك به |
__________________
(١) المستفادة من ذيل تاريخ بغداد ٢٠٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧٤ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٠٤ ومعجم الأدباء ١٥ / ١١٠.
(٢) انظر سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧٤ ومعجم الأدباء ١٥ / ١١٠ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٠٤.
(٣) الأصل : المحلى ، تصحيف.
(٤) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن المختصر.
(٥) كذا بالأصل ، وفي المختصر : وحبك ما يزداد.