متوافرة (١) ، وأرزاقه وأنواله (٢) عليّ دارّة ، واستحييت مع ما قد أنعم الله علينا به من هذا التفضل أن أسأله ـ زاد أبو العز : شيئا وقالا : ـ ولم؟ إياك أن تستحي من مسألتي أو الطلب مني وأن تعاود مثل ما كان منك ، ثم قال : مائة ألف درهم ـ بغير صروف ـ فأحضرت عشر بدر فقال : خذها واتّسع بها.
أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، حدّثني الحسن بن أبي طالب ، نا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثني الغمر بن محمّد ، نا أبو بكر الحسن بن علي بن بشار العلّاف الشاعر في مجلس أبي الحسن الأخفش قال : صك لي على علي بن يحيى برزق ، فأعطاني دنانير وأمر أن لا أحتسب بها عليه ، فكتبت إليه بهذه الأبيات ، وذكر أن أبا هفان كتبها بيده :
أبا الحسن لما سبقت إلى العلا |
|
تفرّدت فيها بالفضيلة والسبق (٤) |
فصيّرت لي حقا بفضلك واجبا |
|
وأعطيتني شيئا سوى ذلك الحقّ |
فقدت به قلبي إليك وإن تسل |
|
خبيرا به يخبرك صدقك عن صدقي |
ملكت قيادي يا ابن يحيى بنعمة |
|
فإن زدتني أخرى ملكت بها رقي |
فمن أين لي مثلك في الخلق سيدا (٥) |
|
إذا كان لم يسمع بمثلك في الخلق |
وقد سار شعري فيك غربا ومشرقا |
|
كجودك لما سار في الغرب والشرق |
فإن قابلوا شعري بجودك سائرا |
|
فما بين أشعاري وجودك من فرق |
فليتك ـ إن خلدت حمدك ـ باقيا |
|
على غابر الأيام ، تبقى كما تبقي |
أخبرنا أبو الفرج الخطيب وغيره عن أبي بكر أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن المظفر الدقّاق المعروف بابن السّرّاج ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن موسى بن عمران بن موسى المرزباني الكاتب ، حدّثني علي بن هارون ، أخبرني أبي قال : من بديع قوله ـ يعني البحتري ـ لعلي بن يحيى المنجم (٦) :
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي المصدرين : متواترة.
(٢) في المصدرين : «وأنزاله» وكلمة : وأرزاقه سقطت من الجليس الصالح.
(٣) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٧ / ٣٧٩ في ترجمة الحسن بن علي بن أحمد بن بشار بن زياد ، أبي بكر ، الشاعر.
(٤) في تاريخ بغداد : أبا حسن ... في السبق.
(٥) صدره في تاريخ بغداد : فمن أين لي في الخلق مثلك سيّد.
(٦) الأبيات من قصيدة في ديوان البحتري ١ / ١٨٧ طبعة بيروت يمدح علي بن يحيى.