الأوزاعي ، عن الزهري قال (١) : خبّرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن أخبرني أبو هريرة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من أمير إلّا وله بطانتان من أهله : بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا يألوه خبالا وهو من التي تغلب عليه منهما» [٩١٩٠].
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا عبد العزيز بن جعفر ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا يوسف بن سعيد المصّيصي ، نا عمارة بن بشر ، عن أبي بشر شيخ من أهل البصرة قال :
كنت آتي معاذة العدوية وأحفّ بها فأتيتها يوما ، فقالت لي : يا أبا بشر ألا أعجبك؟ شربت دواء للمشي فاشتدّ بطني ، فنعت لي نبيذ الجرّ فائتني منه بقدح ، فأتيتها بقدح نبيذ جرّ ، فدعت بمائدتها فوضعت القدح عليها ، ثم قالت : اللهم إن كنت تعلم أنّي سمعت عائشة تقول : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم ينهى عن نبيذ الجرّ فاكفنيه بما شئت ، قال : فانكفأ القدح فأهراق بما فيه ، وأذهب الله ما كان في بطنها ، قال : وأبو بشر حاضر لذلك.
رواها أبو نعيم الجرجاني ، عن يوسف بن سعيد حدّثنا علي فقال : عن علي بن بكار بدلا من عمارة.
أخبرنا بها أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق العامري ، أنا أبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي ، قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن مخلد بن عبيد الله الجرجاني قال : سمعت أبا نعيم عبد الملك بن محمّد الأستراباذي (٢) يقول : سمعت يوسف بن سعيد يقول : حدّثنا علي بن بكّار (٣) ، عن أبي بشر ـ شيخ من أهل البصرة ـ قال : كنت أخالط معاذة العدوية (٤) فذكر مثلها إلّا أنه قال : ما في بطنها من الأذى ، ولم يقل : وأبو بشر حاضر لذلك.
__________________
(١) فوقها بالأصل ضبة.
(٢) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥٤١.
(٣) هو علي بن بكار أبو الحسن البصري ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٩ / ٥٨٤.
(٤) هي معاذة بنت عبد الله ، أم الصهباء العدوية البصرية ، ترجمتها في سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٠٨.