أبو الفضل ، ويقال : أبو عبد الله ، ويقال : أبو محمّد علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطّلب الهاشمي ، يعد في أهل الحجاز ، وأمّه زرعة بنت مشرح بن كندة ، سمع أباه أبا العبّاس عبد الله بن عباس الهاشمي ، روى عنه أبو بكر محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وأبو محمّد عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم الأنصاري ، وهشام بن عروة ، وروى عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف عنه إن كان ذلك محفوظا ، ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب في رمضان سنة أربعين ، فسمّي باسمه ، حديثه في أهل المدينة ، ومات بالشام.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد ، أنا محمّد بن عبد الله بن زبر قال :
سنة أربعين فيها ولد علي بن عبد الله بن عبّاس ليلة قتل علي بن أبي طالب.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا ، نا عبيد الله بن مسلم العبدي ، نا أبو الفضل الربعي ، حدّثني أبي ، وسمعته يقول : ولد أبو محمّد علي بن عبد الله سنة أربعين بعد قتل علي بن أبي طالب ، فسمّاه عبد الله بن العباس عليا ، وكنّاه بأبي الحسن ، وولد معه في تلك السنة لعبد الله بن جعفر غلام فسمّاه عليا ، وكنّاه بأبي الحسن ، فبلغ ذلك معاوية ، فوجّه إليهما أن انقلا اسم أبي تراب وكنيته عن ابنيكما ، وسمياهما باسمي ، وكنّياهما بكنيتي ولكلّ واحد منكما ألف ألف درهم ، فلما قدم الرسول عليهما بهذه الرسالة سارع في ذلك عبد الله بن جعفر ، فسمّى عبد الله بن جعفر (١) ابنه معاوية وأخذ ألف ألف درهم.
وأما عبد الله بن عباس فإنه أبى ذلك قال : وحدّثني علي بن أبي طالب عن النبي عليهالسلام أنه قال : «ما من قوم يكون فيهم رجل صالح فيموت فتخلّف فيهم بمولود فيسمّونه باسمه إلّا خلفهم الله بالحسنى» [٩٠٨١] وما كنت لأفعل ذلك أبدا ، فأتى الرسول معاوية فأخبره بخبر ابن عباس ، فردّ الرسول وقال : فانقل الكنية عن كنيته ولك خمس مائة ألف ألف ، فلما رجع الرسول إلى ابن عبّاس بهذه الرسالة قال : أما هذا فنعم ، فكنّاه بأبي محمّد.
__________________
(١) أقحم بعدها بالأصل : فسمى.