قد منعتني الصوم والصلاة. قال : «إني أبعث لك الكرسف ، فإنه يذهب بالدم» قالت : قلت : إنه أكثر من ذلك ، قال : «فالتجمي» (١) ، قلت : يا نبي الله ، هو أكثر من ذلك ، [قال :](٢) «فاتخذي ثوبا» ، قلت : يا نبي الله إنه أكثر من ذلك ، إنما أثج ثجّا ، قال : «سآمرك بأمرين ، أيهما فعلت أجزأك من الأجر ، فإن قويت عليه فأنت أعلم» قال : «إنما هو ركض من ركضات الشيطان ، فتحابضي (٣) ستة أو سبعة أيام في علم الله ، ثم اغتسلي ، فإذا رأيت أنك قد طهرت واستنقيت فصلّي ثلاثا وعشرين وأيامها ، أو أربعا وعشرين وأيامها ، وصومي ، فإن ذلك يجزيك وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء ، وكما يطهرن ، فإن قويت أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر ، وتغتسلي منهما وتجمعي بينهما فافعلي وتغتسلي مع الفجر ، ثم تصلي كذلك فافعلي صلّي وصومي إن قويت على ذلك» قالت : [قلت :] يا نبي الله هذا أعجب الأمرين إلي هكذا ـ قال أبو بكر : وفي الحديث : وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء وتجمعين بينهما فسقط من كتابي.
قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن طاوس الدير عاقولي الذي نقله من خط أبي عبد الله محمّد بن علي الصنوبري الحافظ ، قال : قال الشريف أبو علي محمد بن علي بن الحسين بن علي الزيدي ، أنا أبو إسحاق بن تمام ، نا أبو حفص العتكي ، نا أبو زيد عمر بن شبة ، نا علي بن محمد عن حفص بن عبد الملك عن داود قال :
لحق عمران بن طلحة بمعاوية ، فقال له معاوية : ارجع إلى علي ، فإنه يرد عليك مالك ، فرجع عمران فأتى الكوفة فدخل على علي المسجد ، فقال له : مرحبا بابن أخي ، لم أقبض مالكم لآخذه ، ولكني خفت عليه من السفهاء ، فانطلق إلى عمك قرظة بن كعب فمره فليرد عليك ما أخذنا من غلة أرضكم ، أما والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين ذكرهم الله في كتابه ، وتلا هذه الآية : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)(٤) فقال الحارث الأعور : لا والله ، الله أعدل من أن يجمعنا وإياهم في الجنة. قال : فمن ذا يا أعور؟ أنا وأبوك (٥)؟.
__________________
(١) كذا.
(٢) زيادة منا للإيضاح.
(٣) كذا.
(٤) سورة الحجر ، الآية : ٤٧.
(٥) كذا بالأصل.