أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي ، ونقلته من خطه ، نا والدي بلفظه ، حدّثني عبد الرّحمن بن محمّد التككي ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن العدل ، نا أبو عبد الله محمّد بن العبّاس العصمي ، نا محمّد بن محمّد بن معاذ ، نا إبراهيم بن عبد الحميد ، نا المسيّب بن شريك ، عن محمّد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا نكاح إلّا بوليّ» قيل : يا رسول الله من الوليّ؟ قال : «رجل من المسلمين» [٩٠٩١]
أنشدنا أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم اليونارتي (١) ـ ببغداد ـ أنشدنا الحافظ أبو الفضل المقدسي ، أنشدنا أبو الحسن علي بن عبد السّلام الأديب الأرمنازي لنفسه ـ بصور ـ وأنا سألته ذلك :
ألا إن خير النّاس بعد محمّد |
|
وأصحابه والتابعين بإحسان |
أناس أراد الله إحياء دينه |
|
بحفظ الذي يروي عن الأول والثاني |
إذا عالم عالي الحديث تسامعوا |
|
به جاءه القاصي من القوم والدّاني |
وساروا مسير الشمس في جمع علمه |
|
فأوطانهم أضحت لهم غير أوطان |
وهذه الأبيات أكثر من هذه ، وجدها بخط ابنه أبي الفرج غيث ، وهي فيما أجازه لي غيث ، قال : أنشدني أبي لنفسه :
ألا إنّ خير النّاس بعد محمّد |
|
وأصحابه والتابعين بإحسان |
أناس أراد الله إحياء دينه |
|
بحفظ الذي يروي عن الأول الثاني |
أقاموا حدود الشرع شرع محمّد |
|
بما أوضحوه من دليل وبرهان |
وساروا مسير الشمس في جمع علمه |
|
فأوطانهم أضحت لهم غير أوطان |
سلوا عن جميع الأهل والمال والهوى |
|
وما زخرفت دنياهم أيّ سلوان |
إذا عالم عالي الحديث تسامعوا |
|
به جاءه القاصي من القوم والدّاني |
وجالت خيول العلم والفضل بينهم |
|
كأنّهم منها بساحة ميدان |
إذا أرهفوا أقلامهم وأتوا بها |
|
إلى زبر محجوبة ذات أدان |
وألقوا بها الأقلام جمعا حسبتها |
|
قلبا بها مسرحات بأشطان |
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٦٢١.