خلافة أفضت إلى جعفر |
|
وهو ابن سبع بعد عشرينا |
إنّا لنرجو يا إمام الهدى |
|
أن تملك الملك ثمانينا |
لا قدّس الله امرء لم يقل |
|
عند دعائي لك آمينا |
وقال فيه أيضا : أهدي إلى المتوكّل جارية يقال لها محبوبة قد نشأت بالطائف وتعلّمت الأدب وروت الأشعار فأغري المتوكّل بها ، ثمّ إنّه غضب عليها ومنع جواري قصر من كلامها.
قال علي بن الجهم : فدخلت عليه يوما فقال لي : قد رأيت محبوبة في منامي كأنّي قد صالحتها وصالحتني. قال : فقلت : خيرا يا أمير المؤمنين ، فقال : قم بنا لننظر ما هي عليه ، فقمنا حتّى أتينا حجرتها فإذا هي تضرب بالعود وتقول :
أدور في القصر لا أرى أحدا |
|
أشكو إليه ولا يكلّمني |
حتّى كأنّي أتيت معصية |
|
ليست لها توبة تخلّصني |
فهل لي شفيع إلى ملك |
|
قد زارني في الكرى وصالحني |
حتّى إذا ما الصباح لاح لنا |
|
عاد إلى هجره فصادمني |
فصاح المتوكّل فخرجت وأكبّت على رجليه تقبّلهما ، فقالت : يا سيّدي رأيتك في ليلتي هذه كأنّك قد صالحتني. قال : وأنا والله قد رأيتك ، فردّها إلى مرتبتها. فلمّا قتل المتوكّل صارت إلى بغا.
وفي محاضرات الراغب الإصبهاني إنّه قال : افتصد المتوكّل فلم يبق أحد من جواريه وحشمه إلّا أرسلت إليه بهديّة ، فأخبرت قبيحة بذلك معشوقته فتزيّنت ودخلت عليه فأنشدته :
طلبت هديّة لك باحتيال |
|
على ما كان من حسبي ونسبي |
فلمّا لم أجد شيئا نفيسا |
|
يكون هديّتي أهديت نفسي |
فقال المتوكّل : نفسك والله أحبّ إليّ.