أنّ سامرّاء ونواحيها كانت عامرة في عصر ذي القرنين.
وفي حياة القلوب : كان اسكندر معاصرا لإبراهيم الخليل عليهالسلام وأمّا اسكندر الرومي كان في أيّام الفترة بين عيسى ومحمّد صلىاللهعليهوآله ، ويقال لهما : اسكندر ذو القرنين.
وذكر الطريحي في مجمع البحرين في مادة «قرن» : إنّ أب ذا القرنين كان أعلم أهل الأرض بعلم النجوم ولم يراقب أحد الفلك ما راقبه ، وكان قدمه الله له في الأجل فقال ذات ليلة لزوجته : قد قتلني السهر فدعيني أرقد ساعة وانظري في السماء فإذا رأيت قد طلع في هذا المكان نجم ـ وأشار إلى موضع طلوعه ـ فانبهيني حتّى أطأك فتعلّقين بولد يعيش إلى آخر الدهر ، وكانت أختها تسمع كلامه ، ثمّ نام أبو الاسكندر فجعلت أخت زوجته تراقب النجم فلمّا طلع أعلمت زوجها بالقصّة فوطأها فعلقت منه بالخضر ابن خالة الاسكندر ، فلمّا استيقظ أبو الاسكندر رأى النجم قد نزل في غير البرج الذي كان يراقبه فقال لزوجته : ما منعك ما أنبهتيني؟ فقالت : استحييت والله. فقال لها : أما تعلمين إنّي أراقب هذا النجم منذ أربعين سنة ، والله لقد ضيّعت عمري في غير شيء ولكن الساعة يطلع نجم في أثره فأطأك فتعلقين بولد يملك قرني الشمس ، فما لبث أن طلع فوطأها فعلقت بالاسكندر فولد الاسكندر وابن خالته الخضر في ليلة واحدة.
٤ ـ دير العاقول
قال في المراصد : دير العاقول بين مداين كسرى والنعمانيّة ، كان على شاطئ دجلة ، وأمّا الآن فقد بعدت دجلة عنه وكان عنده بلد عامر وأسواق أيّام عمارة النهروان ، وذكرنا هذا الدير مع عدم كونه من ديار سامراء لأنّه كان لصاحبه المعروف صاحب دير العاقول قصة مع الإمام الحسن العسكري عليهالسلام بسامرّاء سيأتي بيانها في معاجزه إن شاء الله.