كيلومترا يستطيع المسافر أن يقطعها بالقطار في مدّة أربع ساعات أو السيّارة في نحو ساعتين ونصف أو ثلاث ساعات وتقع محطّة قطار سامرّاء في الجهة الغربيّة من نهر دجلة على بعد أربعة كيلومترات من ضفتها ، ومع هذا هناك خطّ فرعيّ يوصل القطار إلى الشاطي فلم يترك على المسافر إلّا العبور إلى الضفة الشرقيّة بالزورق ، أمّا طريق السيّارات فيمرّ من مخافر ومحطّات التاجي ، والمشاهدة والناذريات ، وسميكة ، وبلد ، والاصطبلات إلى أن يصل الجسر الذي يربط ضفتي النهر فيدخل المدينة الحالية.
وقال (١) : تقع مدينة سامرّاء الحاليّة في الجهة الشرقيّة من نهر دجلة على بعد نصف كيلومتر من ضفتها ، والمدينة الحالية مسوّرة بسور مضلّع على شكل يميل إلى الاستدراة يبلغ طول محيط السور المذكور كيلومترين ولا يتجاوز قطره الأعظم ستّمائة وثمانين مترا ، والمساكن والحوانيت متكاثفة داخل السور في دروب ضيّقة مجتمعة حول الجامع الذي يحتوي على غيبة المهدي (٢) وضريح الإمامين علي الهادي والعسكري عليهماالسلام.
ولسور المدينة أربعة أبواب : باب القاطول في الغرب ، وباب الناصريّة في الشمال ، وباب بغداد في الشرق ، وباب الملطوش في الجنوب ، ولقد هدم باب القاطول قبل بضع سنوات ، وبنيت دائرة الحكومة والمدرسة الابتدائيّة ودائرة البلديّة ، والمستشفى ، خارج السور على طرفي الطريق الممتدّ من باب القاطول إلى الشريعة والمعبر والجسر كما بنيت على ضفتي النهر بناية تحتوي على مضخّات الماء ومكائن الكهرباء وأسّست خلف ذلك حديقة للبلديّة ، وقد أخذ الناس يبنون
__________________
(١) نفسه : ٥.
(٢) لقد نشرت دائرة الآثار القديمة رسالة خاصّة عن باب الغيبة ضمنتها معلومات وافية وصورا عديدة للجامع المذكور وسرداب الغيبة.