في معرفة الأمكنة والبقاع حيث قال : سامرّاء على دجلة من شرقيّها تحت تكريت وحين انتقل المعتضد عنها وسكن بغداد خربت ولم يبق منها الآن إلّا يسير ، ولها أخبار طويلة والباقي منها الآن موضع كان يسمّى بالعكسر كان عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر وابنه الحسن بن عليّ يسكنان بها وهما العسكريّان فنسبا إليه وبها دفنا وعليهما مشهد يزار فيه ، وفي هذا المشهد سرداب فيه سرب (١) تزعم الرافضة أنّه كان للحسن بن عليّ الذي ذكرناه ابن اسمه محمّد صغير غاب في ذلك السرداب وهم إلى الآن ينتظرونه.
أقول : الشيعة متفقون على أنّ إمامهم الثاني عشر اسمه محمّد وهو ابن الحسن العسكري عليهالسلام وهو غائب غيبة كبرى عن الأنظار بشخصه خوفا من كيد الأعداء وهم ينتظرون خروجه فيملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا وهم يروون روايات متواترة في ذلك عن النبيّ صلىاللهعليهوآله وآله الأطهار عليهمالسلام ولا يحفلون بتنبّز نابز أو بقدح قادح. وأمّا ما رماهم به المخالفون من أنّهم ينتظرون خروجه من السرداب المذكور فلا ظلّ له من الحقيقة ، والحقايق لا تثبت بالأكاذيب. ومن الغريب أنّ صاحب المراصد استنكف من الاعتراف بوجود ولد للعسكري عليهالسلام حيث عبّر بقوله «تزعم الرافضة» وذهب مذهب من قال في شعره اللاذع :
ما آن للسرداب أن يلد الذي |
|
سمّيتموه بزعمكم إنسانا |
فعلى عقولكم العفاء فإنّكم |
|
ثلثتم العنقاء والغيلانا |
مع أنّ أكابر علماء السنّة قد شحنوا كتبهم بذلك وإليك أنموذجا من أسمائها :
كتاب مناقب المهدي للحافظ أبي نعيم الأصبهاني ذكر فيه صفة المهدي باسمه وكنيته.
__________________
(١) السرب ـ بفتحتين ـ الحفير تحت الأرض.