وقال ابن مسكويه في تجارب الأمم : والسبب في ارتفاع عماد الدولة علي بن بويه وبلغ ما بلغ سماحة كثيرة في طبعه ، وسعة في صدره ، واقترن بهذا الخلق الشريف خلق آخر منه وهو شجاعة تامّة كانت له ، واتصل بجميع ذلك اتفاقات محمودة ومولد سعد.
وقال الطقطقي في الفخري : كتب عماد الدولة للخليفة الراضي بالله العبّاسي يسأله أن يقاطعه على أعمال فارس في كلّ سنة بعد النفقات والإطلاقات على ثمانية آلاف ألف درهم على أن يبعث الخليفة إليه بخلعة السلطنة والمنشور ، وبعث الراضي بذلك على يد الرسول إليه وأوصاه أن لا يسلّم الخلعة والمنشور حتّى يقبض منه المال ، فلمّا وصل إليه الرسول غالطه وأخذ منه الخلعة فلبسها وقرأ المنشور على رؤوس الأشهاد واستبدّ بالأمر.
وجاء في تاريخ سرجان ملكم أنّ عماد الدولة توجّه بأخويه أحمد وحسن إلى حوالي بغداد فانهزم الخليفة منهم فأمنه عليّ بن بويه وأرجعه وقرّر الخليفة مع على أن يحمل إلى خزانته كلّ سنة مائة ألف دينار وتكون له فارس والعراق ، ورتبة أمير الأمراء ، ولقب عماد الدولة ، ويكون أحمد وزير الخليفة ، ويلقّب بمعزّ الدولة ، ويلقّب حسن بركن الدولة فقبل ذلك منه.
وقال المؤرّخون أنّ عماد الدولة كان من قوّاد ما كان بن ماكي إلى أن قتل مرداويج أسفار بن شيرويه وملك نواحي الري والجبل وقوّى عماد الدولة بالمال والرجال فقصد ما كان وملك آمل وطبرستان فشعر عماد الدولة وأخوه ركن الدولة بانحلال أمر ما كان فنحازا إلى مرداويج بعد أن استأذنّاه واقتدى بهما في ذلك جماعة من قوّاد ما كان فقبلهما مرداويج وأكرمهما وقلّد كلّ واحد من قوّاد ما كان ناحية من نواحي الجبل. أمّا عماد الدولة علي بن بويه فإنّه قلّده الكرج ثمّ صرف الباقي بأجمعهم قبل وصولهم إلى أعمالهم وأبقى عماد الدولة على عمله وكان لمّا وصل