فأشار الصاحب بن عبّاد بإعادة فخر الدولة إذ هو كبير البيت ومالك تلك البلاد قبل مؤيّد الدولة ، ولما فيه من آيات الملك والإمارة ، فكتب إليه واستدعاه وهو بنيسابور ، وأقام في الوقت خسرو فيروز بن ركن الدولة ليسكن الناس إلى قدوم فخر الدولة إلى جرجان ، ولقيه العسكر بالطاعة ، واستوزر الصاحب بن عباد وعظّمه وصدر عن رأيه في جليل الأمور وصغيرها ، واتفقا فخر الدولة وصمصام الدولة فصارا يدا واحدة وفي سنة ٣٧٩ سار فخر الدولة من الري إلى همذان عازما على العراق ، فاتفق أنّ دجلة الأهواز زادت ذلك الوقت زيادة عظيمة وانفتحت البثوق فظنّ عسكر فخر الدولة أنّها مكيدة فانهزموا فقلق فخر الدولة من ذلك فأشار إليه الصاحب أن يرجع إلى الري ، فرجع ، ثمّ توفّي في قلعة طبرك في شعبان سنة ٣٨٧ وكان مولده سنة ٣٤١ ، وكان عمره ستّا وأربعين سنة ، وملك خمس عشرة سنة ، ومن سعادة فخر الدولة إنّه استوزر مثل الصاحب بن عباد رحمهالله ؛ الرجل الطائر الصيت.
مجد الدولة (أبو طالب رستم بن فخر الدولة)
صاحب الري وبلاد الجبل ، جلس على عرش الملك بإشارة الأمراء والقوّاد ، وجعل أخاه شمس الدولة بهمذان وقرمسين إلى حدود العراق ، وكان المرجع له والدة مجد الدولة وهي سيّدة بنت شيروين المرزبان والي مازندران ، وكانت عاقلة سياسيّة وقام بين يديها في مباشرة الأعمال أبو طالب ولد فخر الدولة وأبو العبّاس الضبي الكافي ، وفي سنة سبع وتسعين وثلاثمائة قبض عليها ولدها مجد الدولة وسجنها وسبب ذلك أنّ الحكم كان إليها في جميع الأعمال فلمّا استوزر مجد الدولة أبا علي بن القاسم استمال الأمراء ووضعهم عليها وخوّف ابنها منها ، فخرجت من الري إلى القلعة فوضع عليها من يحفظها ، فعملت الحيلة حتّى هربت إلى بدر ابن