الأمين إجازة ، وعن أبي جعفر أحمد القاضي إجازة ، وعن أبي لا حق بن علي بن منصور بن إبراهيم إجازة».
وقال محمّد بن شحنة الحنفي في روضة المناظر : إنّ الناصر بالله كان يتشيّع .. الخ. وقال الطقطقي في تاريخه : كان الناصر لدين الله من أفاضل الخلفاء وأعيانهم ، بصيرا بالأمور ، مجرّبا سائسا مهيبا مقداما عارفا شجاعا متأيّدا ، حاد الخاطر والنادرة ، متوقّد الذكاء والفطنة ، بليغا غير مدافع عن فضيلة علم ولا نادرة فيهم ، يفاوض العلماء مفاوضة خبير ، ويمارس أمور السلطانيّة ممارستي بصير ، وكان يرى رأي الإماميّة ، طالت مدّته وصفا له الملك ، وأحبّ مباشرة أحوال الرعيّة بنفسه حتّى كان يتمشّى في الليل في دروب بغداد ليعرف أخبار الرعيّة وما يدور بينهم ، وكان كلّ أحد من أرباب المناصب والرعايا يخافه ويحاذره بحيث كأنّه يطّلع عليه في داره ، وكثرت جواسيسه وأصحاب أخباره عند السلاطين وفي أطراف البلاد ، وله في مثل هذا قصص غريبة وصنّف كتبا وسمع الحديث النبوي صلىاللهعليهوآله وأسمعه ولبس لباس الفتوّة وألبسه ، وتفتّى له خلق كثيرون من شرق الأرض وغربها ، وكان نادرة زمانه ورجل عصره ، في أيّامه انقرضت دولة آل سلجوق في عصره بالكلّيّة.
وقال اليافعي في مرآة الجنان في حوادث سنة ٦٢٢ : كان أحمد الناصر فيه شهامة وإقدام ، وعقل ودهاء ، وهو أطول بني العبّاس خلافة كما أنّ الناصر لدين الله الأموي صاحب الأندلس أطول بني أميّة دولة.
أقول : كما أنّ ناصر الدين شاه قاجار أطول بني قاجار ملكا ، ملك خمسين سنة.
قال : وكان الناصر مستقلّا بالأمور متمكّنا من الخلافة ، يتولّي الأمور بنفسه ، حتّى كان يشقّ الدروب والأسواق أكثر الليل والناس يتهيّبون لقاءه ، وما زال في عزوجلالة وسعادة عاجلة.