عشر ألف ألف درهم ، ومن الخيل ثمانين ألف فرس ، ومن الجمال والبغال مثل ذلك ، ومن المماليك ثمانية آلاف مملوك ، وثمانية آلاف جارية ، وبنى ثمانية قصور ؛ هكذا في مرآة الجنان لعبد الله بن أسعد اليافعي في حوادث سنة ٢٢٧ ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي.
قالوا : وكانت له نفس سبعيّة ، وإذا غضب لم يبال بمن قتل ولا بما فعل ، وكان عريا من العلم ، وكان ذا شجاعة وقوّة وهمّة.
قال ابن أبي دؤاد : كان المعتصم يخرج ساعده إليّ ويقول : يا أبا عبد الله ، عضّ ساعدي بأكثر قوّتك ، فأمتنع فيقول : إنّه لا يضرّني ، فأروم ذلك فإذا هو لا تعمل فيه الأسنّة فضلا عن الأسنان ، وكان من أشدّ الناس بطشا ، كان يجعل زند الرجل بين إصبعيه فيكسره.
وهو أوّل خليفة أدخل الأتراك في الديوان ، وكان يتشبّه بملوك الأعاجم ويمشي مشيهم ، وبلغت غلمانه الأتراك بضعة عشر ألفا ، ولم يجتمع بباب أحد من الملوك قطّ مثل اجتماعهم بباب المعتصم ، ولا ظفر ملك قطّ كظفره ؛ أخذ ملك آذربايجان أسيرا ، وكذلك ملك طبرستان وملك سيستان وملك أشباصح وملك فرغانة وملك طخارستان وملك صفّة وملك كابل ، وظفر على بابك الخرّمي الذي ظهر في سنة ١٠١ ، وكان مسكنه في البذّ وهي كورة بين آذربيجان وأران ، وقتلوا من أصحابه ستّين ألف وهرب باقيهم إلى بلاد الروم ، فلمّا أخذ بابك ساروا به إلى سامرّاء فأركبوه على فيل فأدخل دار العامّة إلى المعتصم ، فأحضر الجزّار ليقطع يديه ورجليه فقطعهما فشقّ بطنه فوجّه برأسه إلى خراسان وصلب بدنه بسامرّاء عند العقبة ، وكان جميع من قتل بابك في مدّة عشرين سنة مأتي ألف وخمسة وخمسين ألفا وخمسمائة إنسان ، واستنقذ ممّن كان في يد بابك من المسلمات وأولادهم سبعة آلاف وستّة مأة إنسان ، وأخربوا وأحرقوا دورهم وقصورهم