فاستبدّ بالملك حسن الكبير فأنشأ معابد وتكايا ومساجد وبذل جهده في عمارة المشاهد ، ثمّ توفّي ببغداد سنة ٧٥٧ وولي الملك ابنه السلطان أويس وطار صيته في الآفاق ، واستولى على بغداد والموصل وديار بكر ، وقام في بغداد ستّة أشهر ، ثمّ سار إلى تبريز وملك البلاد وخضع له العباد وذلّ له كلّ صعب الانقياد ، وتوفّي أخوه الأمير قاسم سنة ٧٧٩ وحمل جثمانه إلى النجف ودفن عند أبيه الشيخ حسن الأكبر ، ثمّ توفّي أويس في الثاني من جمادى الأولى سنة ٧٧٦ ودفن في شيروان.
وقال العلّامة الخبير الشيخ عبد العزيز آل صاحب الجواهر في كتابه آثار الشيعة الإماميّة (١) ما نصّه : الإيلخانيّة أو آل جلاير قد حكموا من سنة ٧٣٦ إلى سنة ٨١٣ ، وأوّل من ملك منهم الشيخ حسن بن أمير حسين بن أمير آق بوقا بن أمير إيلكان ، وكان آق بوقا المذكور من أعاظم أمراء كيخاتون خان ، قتل في حرب نايدو خان ، وكان أمير حسين كبير العائلة لعصره ، تزوّج بابنة أرغون خان فولدت له الشيخ حسن المترجم ، وكان الشيخ حاكم الروم آخر أيّام أبي سعيد وبعد موت أرپا خان أقام مقامه محمّد خان وخلع موسى خان وقتل علي شاه ، ومات الشيخ حسن سنة ٧٥٧ ومدّة ملكه ١٧ سنة ، فقام مقامه ولده الشيخ حسن أويس ثمّ ذكر بقيّة الجلائريّين.
العمارة العاشرة
للسلطان الشاه حسين الصفوي آخر ملوك الصفويّة ، وقد جاء في أواخر الثاني عشر من البحار للعلّامة المجلسي قدسسره إنّه بعد أن نقل احتراق الضريح كما تقدّم آنفا قال : ثمّ إنّ هذا الخبر الموحش لمّا وصل إلى سلطان المؤمنين ومروّج مذهب آبائه الأئمّة الطاهرين وناصر الدين المبين ، نجل المصطفين السلطان حسين برّأه الله من
__________________
(١) آثار الشيعة الإماميّة ٣ : ٤٣ طبع ايران.