عشرون رجلا ، وكلّ ما عليه من ذهب من سكرجة (١) وغضارة وصحفة ، فسأله ابن أبي دؤاد أن لا يأكل عليه للنهي عنه ، فأمر أن يكسر ذلك ويضرب ويحمل إلى بيت المال.
وفي العقد الفريد (٢) : إنّ الواثق إذا شرب وسكر رقد في موضعه الذي سكر فيه ، وكان الواثق أكولا ، وكان مفتونا بحبّ البازنجان ، وكان يأكل في أكلة واحدة أربعين بازنجان.
وقال القرماني في أخبار الدول : إنّ الواثق كان مؤثر الكثرة الجماع ، فقال للطبيب : اصنع لي دواءا للباه. فقال له الطبيب : يا أمير المؤمنين ، لا تهدم بذلك حياتك واتّق الله في نفسك. فقال : لا بدّ من ذلك ، فأمره الطبيب أن يأخذ له لحم سبع فيغلى عليه سبع غليات على جمر ويتناول منه إذا شرب ثلاثة دراهم ولا يتجاوز هذا القدر. فأمر بذبح سبع فذبح وطبخ كما وصفه الطبيب وصار يتنقّل منه على شرابه فلم يكن إلّا قليلا حتّى استقى فأجمع رأي الأطبّاء على أن لا دواء له إلّا أن يكشف بطنه وينزل في تنّور قد سجر بحطب زيتون حتّى يصير جمرا ، ثمّ يجلس فيه ويمنع عن الماء ثلاث ساعات ، ففعلوا ذلك به فجعل يستغيث ويطلب الماء فلم يسقوه ، فصار في جسده نقاط مثل البطّيخ ثمّ أخرجوه فجعل يقول : ردّوني إلى التنّور وإلّا أموت ، فردّوه فسكن صياحه ، وانفجرت تلك النقاط وقطر منها ماء ، فاخرج من التنّور وقد اسودّ جسده ، فمات بعد ساعة وهو ابن ستّ وثلاثين سنة وأشهر.
__________________
(١) السكرجة ـ بضمّ السين وسكون الكاف وضمّ الراء وفتح الجيم ـ الصحفة التي يوضع فيها الأكل.
(٢) العقد الفريد ٣ : ٢٥٦.