ويلاحظ في ساحة الجامع بين جدرانه الأربعة سلسلة آكام تدلّ على مواقع الأعمدة وتساعد على تصوّر منظر الجامع الداخلي في حالته الأصليّة ، وكان في وسط الجامع صحن مكشوف يتوسّط نافورة كبيرة مدوّرة ، وكان بين هذا الصحن والجدران سلسلة أعمدة تكون أروقة وبلاطات عددها عشرة في الجنوب ، وأربعة في الشمال ، وخمسة في كلّ من الشرق والغرب ، وإنّ كلّ صفّ من صفوف الأعمدة التي تمتدّ موازية للضلعين الجنوبي والشمالي يتألّف من أربعة وعشرين عمودا ، وأمّا كلّ صفّ من صفوف الأعمدة التي تمتدّ موازية للضلعين الشرقيّ والغربي فكان يتألّف من أربعة وثلاثين عمودا. وأمّا عدد الأعمدة التي تحدّد الصحن فكان عشرين عمودا في كلّ من الضلعين الشرقي والغربي ، وأربعة عشر في كلّ من الضلعين الشمالي والجنوبي ما عدا الكائنة في الزوايا الأربع من الصحن ، فكان عدد الأروقة التي تفضي إلى الصحن خمسة عشر في الشمال والجنوب ، واثنين وعشرين في الشرق والغرب. وأمّا عدد الأروقة الموازية للضلع الجنوبي فكان عشرة ، والموازية لكلّ من الضلعين الشرقي والغربي خمسة ، والموازية للضلع الشمالي أربعة ، وإنّ جميع الأعمدة كانت مبنيّة بالآجر وقائمة على قواعد مربّعة غير أنّها كانت تأخذ شكلا مثمّنا فوق القاعدة ، تاركة بذلك محلّا لركز عمود رخامي في كلّ زاوية من زواياها الأربع ، وهذه الأعمدة كانت تحمل السقف الخشبي مباشرة دون أن ترتبط بطوق وعقود.
فيظهر من التفاصيل الآنفة الذكر أنّ الجامع المذكور كان شبيه من حيث الترتيبات الداخليّة والتخطيط العام للمساجد التي شيّدت في العصور الأولى للهجرة في الكوفة وواسط والقاهرة والقيروان وسائر البلدان ، والفرق بين جامع سامرّا وتلك الجوامع ينحصر من حيث التخطيط العام في الأبعاد وفي عدد الأعمدة