لما صدرنا من مكة إذا ابنة حمزة (١) تنادي : يا عم ، يا عم ، فتناولها علي فأخذها ، فقال لفاطمة : دونك ابنة عمك ، فحملها فاختصم فيها علي ، وجعفر ، وزيد. فقال علي : أنا أحق بها ، وهي ابنة عمي. وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي. وقال زيد (٢) : بنت أخي. فقضى بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم لخالتها وقال : «الخالة بمنزلة الأم» وقال لعلي : «أنت مني ، وأنا منك» وقال لجعفر : «أشبهت خلقي وخلقي» وقال لزيد : «يا زيد أنت أخونا ومولانا» (٣).
٢٣ ـ ذكر قوله صلىاللهعليهوسلم : «علي كنفسي»
٧٢ ـ أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال : حدثنا الأحوص بن جواب قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيع ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لينتهين بنو وليعة (٤) أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي ينفذ فيهم أمري ، فيقتل المقاتلة ، ويسبي الذرية».
فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي (٥) من خلفي : ومن يعني؟ فقلت : ما إياك يعني ، ولا صاحبك. قال : فمن يعني؟ قلت : خاصف النعل. قال : وعلي يخصف نعلا (٦).
__________________
(١) صدرنا : خرجنا عائدين إلى المدينة بعد عمرة القضاء وابنة حمزة هي أمامة بنت حمزة بنت عبد المطلب استشهد أبوها في أحد ، وكانت تقيم أمها سلمى بنت عميس بمكة.
(٢) زيد هو ابن حارثة مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان النبي صلىاللهعليهوسلم قد آخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب رضياللهعنهما.
(٣) رواه أبو داود في سننه ج ٢ ص ٧١.
ورواه الإمام أحمد في مسنده ج ١ ص ٩٨.
ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٢٠ وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٤) بنو وليعة : ملوك حضرموت وهم : حمدة ، ومحوس ، ومشرح ، وأبضعة. ذكرهم ابن سعد في الطبقات الكبرى ج ١ ص ٤٨٧ بتحقيقنا.
(٥) الحجزة ـ بضم الحاء وفتح الجيم : موضع شد الإزار.
(٦) أخرجه الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٢٢٠ وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورواه ابن عساكر ج ١٢ ص ٨٥.