الله من سرق منار الأرض ، ولعن الله من لعن والده ولعن الله من آوى محدثا» (١).
٦٧ ـ وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة شيخنا ابن قدامة ، أنا علي بن أحمد ، أنا حنبل ، أنا هبة الله ، أنا الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن الإمام أحمد ، حدثني أبو الشعثاء علي بن الحسن (٢) بن سليمان ، ثنا سليمان بن حيان ، عن ابن حيان قال : سمعت عامر بن واثلة قال : قيل لعلي رضياللهعنه أخبرنا بشيء أسر إليك رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فقال : ما أسر إلي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشيء وكتمه الناس ولكن سمعته يقوله : «لعن الله من سب والديه ولعن الله من غيّر تخوم (٣) الأرض ، ولعن الله من آوى محدثا» (٤).
[لعن الله من آوى محدثا]
٦٨ ـ وبه قال عبد الله : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو خالد الأحمر ، عن منصور بن حيان ، عن أبي الطفيل قال : قلنا لعلي رضياللهعنه أخبرنا بشيء أسره إليك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ما أسر إلي شيئا كتمه الله والناس ولكني سمعته يقول : «لعن الله من ذبح لغير الله ، ولعن الله من آوى محدثا ، ولعن الله من لعن والديه ، ولعن الله من غير تخوم الأرض» يعني المنار.
هذا الحديث متفق على صحته من طرق عن علي رضياللهعنه فأخرجه مسلم من هذه الطريق ولفظه :
كنت عند علي رضياللهعنه فجاءه رجل فقال ما كان النبي صلىاللهعليهوسلم يسر إليك؟ فغضب ثم قال ما كان يسر إلي شيئا يكتمه عن الناس غير أنه حدثني بكلمات قال : «لعن الله
__________________
(١) صحيح : وهو في «المسند» (١ / ١١٨ برقم ٩٥٤).
(٢) في الأصل : «... ابن الحسين» ، وهو تحريف ، والصواب ما أثبته.
(٣) التخوم ، بفتح التاء : مفرد ، جمعه «تخم» ، كرسول ورسل ، في لغة الكوفيين ، ونقل الجاليفي عن أبي عبيد أنه قول أصحاب العربية ، والتخوم بضم التاء ، جمع ، واحدها «تخم» بفتح التاء وسكون الخاء ، وهي لغة البصريين ، ولغة أهل الشام فيما نقل الجواليقي عن أبي عبيد ، وانظر : «المعرب» للجواليقي (ص ٨٧ ـ ٨٨) بتحقيق أحمد شاكر. تخوم الأرض هي معالمها وحدودها ، قيل : هو أن يدخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظلما.
(٤) الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد على «المسند» برقم (٨٥٥ ـ شاكر) و (١ / ١٠٨) ، وهو صحيح.