٦٣ ـ ذكر الأخبار المؤيدة لما تقدم وصفه
١٩١ ـ أخبرني معاوية بن صالح قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال : حدثنا عمرو بن هاشم الجنبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن علقمة بن قيس قال : قلت لعلي : تجعل بينك وبين ابن آكلة الأكباد (١) حكما! قال : إني كنت كاتب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم الحديبية ، فكتب : «هذا ما صالح عليه محمد رسول الله ، وسهيل بن عمرو» فقال سهيل : لو علمنا أنه رسول الله ما قاتلناه ، امحها. فقلت : هو والله رسول الله وإن رغم أنفك. لا والله لا أمحوها فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أرني مكانها» ، فأريته فمحاها ، وقال : «أما إن لك مثلها ستأتيها وأنت مضطر».
١٩٢ ـ أخبرنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار قالا : حدثنا محمد قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء قال : لما صالح رسول الله صلىاللهعليهوسلم أهل الحديبية ـ وقال ابن بشار : أهل مكة ـ كتب علي كتابا بينهم قال : فكتب : محمد رسول الله ، فقال المشركون : لا تكتب محمد رسول الله ، لو كنت رسول الله لم نقاتلك. فقال لعلي : «امحه» قال : ما أنا بالذي أمحوه. فمحاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده ، فصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ، ولا يدخلها إلا بجلبان (٢) السلاح ، فسألته ـ قال ابن بشار : فسألوه ـ ما جلبان السلاح؟ قال : القراب بما فيه (٣).
١٩٣ ـ أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال : حدثنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب قال : اعتمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ذي القعدة ، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم فيها ثلاثة أيام. فلما كتبوا : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. قالوا : لا نقر بها ، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك بيته ، ولكن أنت محمد بن عبد الله قال : «أنا رسول الله ،
__________________
(١) آكلة الأكباد لقب لهند بنت عتبة أم معاوية وزوجة أبي سفيان. ولقبت بذلك ، لأنها مثلت بحمزة بن عبد المطلب في أحد واستخرجت كبده فلاكتها ولفظتها.
(٢) جلبان السلاح : جراب السلاح ، يعني أن تكون السيوف في أغمادها ولا تجرد.
(٣) رواه أحمد في المسند ج ٤ ص ٢٨٩.
ورواه أبو داود في سننه ج ٢ ص ٤١٥.