وأنا محمد بن عبد الله» قال لعلي : «امح رسول الله» قال : والله لا أمحوك أبدا. فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم الكتاب ، وليس يحسن يكتب ، فكتب مكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم محمدا ، فكتب : «هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله ، لا يدخل مكة سلاح إلا السيف في القراب ، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه ، وأن لا يمنع أحدا من أصحابه إن أراد أن يقيم» فلما دخلها ، ومضى الأجل أتوا عليا ، فقالوا : قل لصاحبك فليخرج عنا ، فقد مضى الأجل ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فتبعته ابنة حمزة (١) تنادي : يا عم! يا عم! فتناولها علي ، فأخذ بيدها ، فقال لفاطمة : دونك ابنة عمك ، فحملتها ، فاختصم فيها علي ، وزيد ، وجعفر ، فقال علي : أنا آخذها ، وهي ابنة عمي. قال جعفر : ابنة عمي ، وخالتها تحتي. وقال زيد : ابنة أخي. فقضى بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم لخالتها ، وقال : «الخالة بمنزلة الأم». ثم قال لعلي : «أنت مني ، وأنا منك» وقال لجعفر : «أشبهت خلقي وخلقي» ثم قال لزيد : «أنت أخونا ومولانا» فقال علي : ألا تتزوج ابنة حمزة؟ فقال : «إنها ابنة أخي من الرضاعة» (٢).
قال أبو عبد الرحمن خالفه يحيى بن آدم. فروى آخر هذا الحديث ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ ، وهبيرة بن يريم ، عن علي.
١٩٤ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال : حدثنا يحيى ـ وهو ابن آدم ـ قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن هانئ بن هانئ وهبيرة بن يريم ، عن علي : أنهم اختصموا في ابنة حمزة ، فقضى بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم خالتها ، وقال : «الخالة أم» قلت : يا رسول الله! ألا تزوجها؟ قال : «إنها لا تحل لي ، إنها ابنة أخي من الرضاعة» وقال لعلي : «أنت مني ، وأنا منك» وقال لزيد : «أنت أخونا ومولانا» وقال لجعفر : «أشبهت خلقي وخلقي».
تمّ الكتاب
__________________
(١) سبقت الإشارة إلى ابنة حمزة وهي أمامة ، وقيل في اسمها عمارة ، وقيل غير ذلك.
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ج ٤ ص ٢٩٨.
ورواه ابن الأثير في ترجمة أمامة بنت حمزة في أسد الغابة ج ٧.
ورواه البيهقي في السنن ج ٨ ص ٥.