على الناس براءة حتى ختمها ، ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس ، فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي ، فقرأ على الناس سورة براءة حتى ختمها ، ثم كان يوم النحر ، فأفضنا ، فلما رجع أبو بكر خطب الناس ، فحدثهم عن إفاضتهم ، وعن نحرهم ، وعن مناسكهم ، فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر ، فخطب الناس ، فحدثهم كيف ينفرون ، وكيف يرمون ، فعلمهم مناسكهم ، فلما فرغ قام علي ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها (١).
٢٧ ـ باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «من كنت وليه فعلي وليه»
٧٩ ـ أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثني يحيى بن حماد قال : حدثنا أبو عوانة عن سليمان قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن حجة الوداع ، ونزل غدير خم (٢) أمر بدوحات (٣) فقممن (٤) ثم قال : «كأني قد دعيت ، فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين (٥) أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي (٦) أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض» ثم قال : «إن الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن» ثم أخذ بيد علي ، فقال : «من كنت وليه ، فهذا وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه». فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه ، وسمعه بأذنيه (٧).
__________________
(١) سنن النسائي ج ٥ ص ٢٤٧.
وسنن البيهقي ج ٥ ص ١١١.
ورواه الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ٥١ وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(٢) غدير خم : موضع بين مكة والمدينة على ميلين من الجحفة.
(٣) دوحات : جمع دوحة وهي الشجرة العظيمة.
(٤) قممن : جمعت القمامة من الموضع من قمم بمعنى كنس.
(٥) الثقلين : الجن والإنس ، والمقصود بهذا اللفظ هنا أنه ترك فيهم أمرا عظيما العمل به ثقيل.
(٦) عترة الرجل أهله وأقرباؤه من ولده وولد ولده وبني عمه.
(٧) رواه الإمام أحمد ج ٤ ص ٣٧٠ من حديث زيد بن أرقم.
ورواه البزار في كشف الأستار ج ٣ ص ١٨٩.