حدثنا محمد عن عبد الله بن أبي نجيح عن أبيه أن معاوية ذكر علي بن أبي طالب فقال سعد بن أبي وقاص : والله لأن تكون لي إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس : لأن يكون قال لي ما قاله له حين رده من غزوة تبوك : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟» أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس. ولأن يكون قال لي ما قال في يوم خيبر : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ، ليس بفرّار». أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس. ولأن أكون كنت صهره على ابنته لي منها من الولد ما له أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس (١).
فضائل فاطمة
٤٠ ـ ذكر الأخبار المأثورة بأن فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوسلم
سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران
١٢٧ ـ أخبرنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الوهاب قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : مرض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجاءت فاطمة ، فأكبت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فسارها ، فبكت ، ثم أكبت عليه ، فسارها فضحكت ، فلما توفي النبي صلىاللهعليهوسلم سألتها فقالت : لما أكببت عليه أخبرني أنه ميت من وجعه ذلك ، فبكيت ، ثم أكببت عليه ، فأخبرني أني أسرع أهل بيتي لحوقا به ، وأني سيدة نساء أهل
__________________
(١) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ج ٤ ص ١٠٤ باستثناء الجزء الأخير وجاء مكانه : وأنزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : «اللهم هؤلاء أهلي».
قال المحقق : ورواه الترمذي في صحيحه ـ راجع تحفة الأحوذي أبواب المناقب ـ باب مناقب علي بن أبي طالب ـ ج ١٠ ص ٢٢٨ وقال الترمذي : حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.
والحديث بلفظه رواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٤١. وعزاه إلى أبي زرعة الدمشقي.