من شرار الخلق أو هم شر الخلق ، تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق قال : وقال عمرو كلمة أخرى. قلت لرجل بيني وبينه : ما هي؟ قال : أنتم قتلتموهم يا أهل العراق (١).
١٧٤ ـ أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال : حدثنا محاضر بن المورع قال : حدثنا الأجلح ، عن حبيب أنه سمع الضحاك المشرقي يحدثهم ، ومعهم سعيد بن جبير ، وميمون بن أبي شبيب ، وأبو البختري وأبو صالح وذر الهمداني ، والحسن العرني أنه سمع أبا سعيد الخدري يروي عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قوم يخرجون من هذه الأمة ، فذكر من صلاتهم ، وزكاتهم ، وصومهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لا يجاوز القرآن تراقيهم (٢) يخرجون في فرقة من الناس ، يقاتلهم أقرب الناس إلى الحق (٣).
٥٩ ـ ذكر ما خص به عليّ من قتال المارقين
١٧٥ ـ أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ـ واللفظ له ـ عن ابن وهب قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي سعيد الخدري قال : بينا نحن عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة ـ وهو رجل من بني تميم ـ فقال : يا رسول الله! اعدل. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ومن يعدل إذا لم أعدل؟!! قد خبت وخسرت إن لم أعدل» فقال عمر : ائذن لي فيه أضرب عنقه. قال : «دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم يقرءون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية ، ينظر إلى نصله (٤) ، فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى رصافه (٥) فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى
__________________
(١) رواه الإمام مسلم في الموضع السابق ج ١١٤ وفيه : سيماهم التحالق.
وسيماهم : علامتهم ، والتحالق والتحليق : حلق الرءوس.
(٢) التراقي : جمع ترقوة وهي العظمة بين ثغرة النحر والعنق.
(٣) رواه الإمام مسلم في صحيحه ج ٣ في كتاب الزكاة باب التحريض على قتل الخوارج. عدة روايات عن أبي سعيد الخدري.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى ج ٨ ص ١٧٠.
(٤) النصل : حديدة السهم والرمح.
(٥) الرصاف : العقب الذي يلوى على مدخل النصل.